ما هو عام الحزن ولماذا سمي بهذا الاسم؟ العام الذي فقد فيه الرسول صلى الله عليه وسلم اثنين من أهم الأشخاص الذين ساندوه في دعوته وبلغوا رسالته وكانوا عونا له. توفي أبو طالب عم الرسول صلى الله عليه وسلم وزوجته السيدة أم المؤمنين خديجة بنت خويلد أوال. زوجات الرسول حزن الرسول عليهن حزناً شديداً، فسمي هذا العام بعام الحزن. وفي هذا المقال سنتعرف على المزيد من المعلومات حول هذا الموضوع.
لماذا سمي عام الحزن بهذا الاسم؟
سُميت السنة العاشرة للبعثة بعام الحزن. وذلك لشدة حزن النبي -صلى الله عليه وسلم- على وفاة زوجته خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، وعمه أبو طالب. وماتوا في السنة العاشرة، ولم تثبت تسمية سنة الحزن في شيء من الأحاديث، ولا في كتب السيرة ولا شروحها، ولم تذكر سنة الحزن. لسان أي من كتاب السيرة أو من كتب السيرة أو شرح الأحاديث، ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم، أو أحد من الصحابة رضي الله عنهم يطلق عليه سنة الحزن لأنهم تعرضوا لشدائد ومحن كثيرة قبل الهجرة أو بعدها، إلا أنه لم ينقل أنهم أطلقوا على أي عام اسم عام الحزن. .
وفاة السيدة خديجة
توفيت السيدة خديجة رضي الله عنها بعد وقت قصير من خروج المسلمين من قوم أبي طالب. وكان لهذا المصاب الجلل عظيم الأثر في رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأن السيدة خديجة رضي الله عنها كانت سندا له في كل شيء. توفيت رضي الله عنها بعد وفاة أبي طالب. ولم تكن زوجته وأم أولاده فحسب، بل كانت خير مثال للمرأة الصالحة، ومستشارته الأمينة، ذات الرأي الحكيم. وعاشت مع الرسول صلى الله عليه وسلم لحظات خوف وقلق، ودعمته بكل ما تستطيع ماديا ونفسيا..
وفاة أبي طالب عم النبي
وتوفي أبو طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم في شهر رجب من السنة العاشرة للبعثة بعد أن اشتد مرضه. وأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن ينطق بالشهادة وهو على فراش الموت، فأبى. فقرر النبي صلى الله عليه وسلم أن يستغفر له ولكن الله عز وجل نهى عنه. ونزل قوله تعالى: ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم).[٦] وقوله: (إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين). وقد حزن النبي صلى الله عليه وسلم حزنا شديدا بوفاة لعمه، لأنه كان حصناً منيعاً للدعوة الإسلامية وللرسول، وحاجزاً عن أذاه، فهو الذي كفله بعد وفاة جده عبد المطلب ومؤيده في أمام قريش.