معرفة كيفية صناعة ورق البردي من المعلومات التي تبرز ذكاء المصريين القدماء وتظهر مدى قدرة الإنسان في ذلك الوقت على التكيف واستغلال الموارد المختلفة في صناعة ما يلبي احتياجاته المختلفة، حيث لم يقتصر ورق البردي على الكتابة فقط، لكن كان لها استخدامات أخرى، ومن خلال موقعنا نوضح ذلك.
محتويات المقالة
كيفية صنع البردي
ويعتبر ورق البردي من أقدم الصناعات على الإطلاق، حيث تم تداوله قديماً في مصر القديمة واليونان. ومن الجدير بالذكر أن كلمة البردي في اللغة العربية تعادل في اللغة الفرعونية ما تعني “منتصر القصر”، أي أن هذا النوع من الورق كان يرتبط بالملك وحاشيته فقط.
وبالحديث عن صناعة هذا النوع من الورق، فقد اعتاد المصريون القدماء صناعة ورق البردي من خلال جمع سيقان قصب البردي وكشط اللحاء الخارجي ثم تنقية وعزل الأجزاء المختلفة من النبات. ثم تم قصها وتكديسها لتشكل طبقتين متعامدتين مع بعضهما البعض.
ويتم ضغط هاتين الطبقتين بعد تبليلهما بماء النيل، بحيث يكون سمك الورق مناسباً للطبقات التي يتم ضغطها فوق بعضها البعض. ثم تُترك لتجف وتُرقق بالتعرض لأشعة الشمس، ويتم الحرص على صقلها باستخدام عرق اللؤلؤ الناعم أو العاج. كلما زاد عدد الطبقات، زادت قيمة الورق وسعره.
وكان قدماء المصريين يصنعون ورق البردي بطول يصل إلى ثلاثين سنتيمترا وعرض خمسة وعشرين سنتيمترا، ويتم تحديد هذه الأبعاد من خلال التحكم في عدد القطع التي توضع. ولما كانت الورقة بتلك الأحجام أطلق عليها العرب صحيفة، وإذا كانت ملتصقة بأوراق أخرى كانت تسمى بالورق أو التمرير أو التومار.
أسماء البردي في الثقافات المختلفة
وبعد أن تعرفنا على كيفية صناعة ورق البردي، سنتناول هنا أسماء هذا الورق في الحضارات المختلفة، حيث لم يقتصر استخدام ورق البردي على المصريين أو الفراعنة فقط، بل تم استخدامه في أماكن أخرى، وفيما يلي تعرف على هذا:
1- المصريون القدماء
أطلق المصريون القدماء على ورق البردي أسماء عديدة، واختلفت الأسماء حسب مرحلة نمو الورقة. على سبيل المثال، كانت تسمى “مهيت” وتعني الخطيئة، وكانت تسمى أيضًا “ها” وتعني نبات البردي. وكان يسمى أيضاً “آخ واج” أي الخضرة والنضارة.
بالإضافة إلى ذلك، فقد أطلقوا عليها اسمًا حسب الحالة التي كانت عليها، فمثلًا أطلقوا عليها اسم “شو” و”جماعة” أي جاهزة للاستخدام، كما أطلقوا عليها أيضًا اسم “شيفدو” أي لفائف البردي المعدة للكتابة.
2- عند العرب
وكانت أسماء البردي عند العرب كثيرة ومتنوعة. وكان بعضهم يسميها البردي أو البردي، وهو لفظ أو اسم منقول من الإسبانية. كما أطلقوا عليه اسمًا على حسب مرحلة نموه، كما أطلقوا عليه قنفجار، أي مصدر النباتات.
وكان يسمى أيضاً السرير ويعني أسفل الساق، بالإضافة إلى اسم الجذمور وهو الجزء الذي ينتفخ عندما تنمو النباتات وتنضج، وكذلك اسم قرطاس وهو مأخوذ من الكلمة اليونانية كرتا.
3- عند اليونانيين
ويطلق عليها اسم Pylpos وهو اسم الميناء اليوناني الذي وصلت إليه أوراق البردي بعد تصنيعها، بالإضافة إلى اسم Papyrus الذي جاء منه الاسم الإنجليزي papyrus.
انتشار البردي
وفي سياق الحديث عن كيفية صناعة ورق البردي نتحدث هنا عن انتشار هذا النوع من الورق حيث بدأ في العصور الوسطى في دول مصر وسوريا واليونان وإيطاليا حيث كانت هذه الدول ترسم المخطوطات والرسومات على هذه الأوراق بطريقة تمكنهم من إثبات حضارتهم من خلال الرموز القديمة. والأثرية.
وبناء على ما سبق تمكنا من التعرف على الحضارات القديمة وتاريخ الدول. ومن الجدير بالذكر أن سبب استخدام هذه الورقة في ذلك الوقت هو تأخر التطوير الذي كان موجوداً في ذلك العصر، حيث لم تكن الأوراق العادية في ذلك الوقت موجودة، وقد وصلت أهمية هذه الأوراق وما كتب عليها إلى هذا الحد لدرجة أن بعض الناس أخذوها معهم عند وفاتهم.
وتصدرت مصر قائمة الدول التي استخدمت ورق البردي في الكتابة، بل واحتكرت زراعته في القرن التاسع عشر. وتوقف استخدامه تزامنا مع ظهور الورق الأبيض الذي يتم تصنيعه في المصانع الحديثة. وعلى الرغم من ذلك، يمكننا أن نجد الكثير من أوراق البردي في مقابر الفراعنة وفي أيدي المومياوات. .
استخدامات المصريين لورق البردي
وقد اهتم الفراعنة القدماء بهذا النوع من الورق، وكان ذلك بسبب حبهم الشديد لتدوين رحلتهم إلى العصور البعيدة في المستقبل، مما جعلهم يحرصون على زراعته واستخدامه في مختلف الصناعات الخفيفة والصغيرة. ومن أبرز استخدامات ورق البردي ما يلي:
- وقد لف العديد من الفراعنة موتاهم فيه.
- صناعة القوارب الصغيرة.
- واستخدموها لعبور النيل.
- صناعة السلاسل والحصير والأكواخ والحبال.
- تزيين المعابد.
- الكتابة والرسم.
- النعال.
- ادوات المطبخ.
كيفية استخراج ورق البردي
وفي الوقت الحالي، يتم إنتاج وتصنيع ورق البردي بكميات صغيرة بغرض الاستخدام الفني. في الأصل تم استخراج ورق البردي من نبات يحمل نفس الاسم ويتكون من ثلاثة أجزاء، وكان ورق البردي المستخدم في الكتابة يصنع من الأجزاء الوسطى من سيقان نبات البردي.
يتم الحصول على نبات البردي الأخضر الطازج وتقسيمه حسب الطول، ثم يتم تقشير الأجزاء الخضراء وأخذ الأجزاء الداخلية البيضاء فقط. بعد ذلك يتم ضرب النبات بمطرقة خاصة من أجل إزالة السكريات الموجودة في الورقة وجعل النبات مسطحاً.
انقعي النبات في الماء واتركيه لمدة أسبوع، حيث سيكون النبات هنا مشابهاً للغراء، وستلاحظين أن لون الورقة سيتحول إلى اللون الأصفر. ومع ذلك، إذا كنت ترغب في جعل الورقة بنية اللون، اتركها في الماء لمدة أسبوعين.
بعد ذلك يتم استخراج السيقان من الماء وترتيبها على شكل شبكة متقاطعة مثل شبكة النسيج بحجم الورق المرغوب. توضع الشبكة على قطعة من قماش الكتان، ومن الأعلى تغطى بقطعة من قماش الكتان. يتم ضغطها بأداة الضغط وتترك على تلك الوضعية لمدة أسبوع حتى تلتصق شرائح البردي ببعضها البعض. تم استخدام حجر الجرانيت أو الرخام لجعل الورق أكثر سلاسة وسلاسة للكتابة.
أدوات للكتابة على ورق البردي
قام المصريون القدماء وحضارات بلاد ما بين النهرين والرومان والإغريق بنسخ الكلام والرسومات على الورق يدويًا باستخدام ريشة أو قلم.
الفرق بين الرق والبردي
ولكي نتحدث عن كيفية صناعة ورق البردي سنتطرق هنا لتوضيح الفرق بين ورق البردي والرق، حيث أنه في العالم الغربي القديم كانت الكتابة بهما منتشرة على نطاق واسع، وكان الفرق بينهما هو أن ورق البردي هش إلى حد ما بينما الرق هو باهظ الثمن، ويتم استخلاصه من الطبقة الداخلية لجلد الحيوان عندما يكون طازجاً.
تعتبر ورق البردي أحد المصادر التي تمكننا من دراسة التاريخ والتعرف على العديد من الحضارات المختلفة، وما زلنا نتعلم ونستفيد من اكتشافها.