ماذا تقدم المحاسبة المالية

ماذا تقدم المحاسبة المالية؟ ولماذا يحتاج البعض إلى تعلم أساسياتها حتى لو لم يكن هذا مجال دراستهم وعملهم؟ ونظراً لأهميته البالغة وما قد يحدثه من تغيرات اقتصادية هائلة إذا تم تطبيق مبادئه مع دراسة متأنية، فإننا من خلال موقعنا الخاص بنا نناقش ماهيته.

ماذا تقدم المحاسبة المالية؟

تعتبر المحاسبة المالية من أهم المجالات التي تقدم الكثير فيما يتعلق بالاقتصاد ومجالات العمل وغير ذلك، وذلك لأهميتها الكبيرة. إذا كنا نتساءل عما تقدمه المحاسبة المالية، علينا أن ندرك أن الإجابة على هذا السؤال أكبر وأوسع مما يمكن الإجابة عليه في بضع كلمات.

ولكن يمكننا القول أن أهم ما يقدمه هو تسجيل وتصنيف المعلومات المالية ووضعها في شكل حسابات يمكن لأي شخص الرجوع إليها وبناء قراراته وتقييم وضعه المالي من خلالها. كما تمكننا من معرفة الوضع المالي من حيث دراسة شاملة للعقار وما هي الديون التي يتعين علينا سدادها.

بالإضافة إلى ذلك، من خلال المحاسبة المالية يمكن معرفة تكاليف الإنتاج الفعلية للمشاريع بشكل دقيق، ومن ثم يمكننا معرفة ما يمكن الحصول عليه مقابل تقديم هذه الخدمات، وتحديد أسعار البيع، والتنبؤ بالأرباح الناتجة عن عملية البيع.

كما يرتبط نجاح المشاريع ارتباطا وثيقا بدراسة الجدوى الخاصة بها والتي تعتمد بشكل أساسي على أسس المحاسبة المالية، حيث تقوم بدراسة أسباب نجاح المشروع بهدف تعميمها واتخاذ نتائجها مرجعا لتكرار نجاح.

بالإضافة إلى دراسة أسباب فشل المشاريع لتجنبها مستقبلاً، وتحديد الأسباب التي أدت إلى الخسارة وما هي الإجراءات التي يمكن اتخاذها لإنقاذ الوضع وتقليل الخسائر وتعويضها.

كما يمكننا أن نعترف بأن المحاسبة هي اليد اليمنى للإدارة، فهي التي تبني عليها الإدارات قراراتها بناء على المعلومات التي توفرها لها المحاسبة المالية. ولذلك فإن المحاسبة تخدم المجتمع ككل لأنها توفر بيانات ومعلومات شاملة تتعلق بالمشاريع لتحقيق أقصى ربح متوقع.

أصول المحاسبة المالية

وكانت الحاجة الاقتصادية هي السبب الأول الذي يعزى إلى ظهور المحاسبة المالية. ومع تطور الإنسان وفهمه لمبادئ الطبيعة، بما في ذلك الصراع ومحاولات الإنتاجية المستمرة، ظهرت الحاجة إلى علم يحكم هذه المحاولات ويقيمها.

وفي الحديث عن الحاجة الماسة لهذا العلم، نذكر أن المحاسبة المالية أصبحت مطلوبة بشدة في العصور الوسطى، مع بداية انتشار العملات، وفهم الإنسان لمختلف المعاملات التجارية، ومعرفته بمبادئ الربح والخسارة.

وبما أن المشاريع التي كانت قائمة في هذه الفترة اتسمت بالفردية، فقد كانت المحاسبة المالية هي الوسيلة التي يتأكد بها أصحاب المشاريع من تحديد العلاقة بينهم وبين العاملين لديهم، ودراسة الصادرات والواردات، وتحديد النسب والرواتب بناء على ذلك.

مع بداية الثورة الصناعية في أواخر القرن الثامن عشر، بدأت الشركات المساهمة في إنشاء وتخصيص رؤوس أموال خاصة بالصناعة، ومن هنا كانت نقطة التحول التي انتقلت المحاسبة من أداة فردية إلى أداة إدارية شاملة تخدم المؤسسات ككل من خلال توفير البيانات التي يحتاجونها.

وعليه، وفي القرون اللاحقة، زاد دور المحاسبة بسبب تزايد الشركات والمساهمات والاندماجات المختلفة، وظهور الشركات الوطنية والعالمية. وأصبحت المحاسبة وسيلة لمساعدة الناس على تلبية احتياجاتهم المختلفة من خلال توضيح ودراسة الوضع المالي وحركة الأسواق.

ولذلك فإن التساؤل عما تقدمه المحاسبة المالية يقودنا إلى الاعتراف بأن المحاسبة في جوهرها هي وسيلة لتحقيق هدف إشباع الحاجات الإنسانية بشكل خاص وإشباع الحاجات المجتمعية بشكل عام.

تعريف المحاسبة

اختلف الاقتصاديون وعلماء الأعمال حول إيجاد تعريف ثابت للمحاسبة المالية. ويصفه البعض بأنه نظام معلومات وظيفته تحليل وتحديد الأوضاع المالية وتسجيلها ثم إرسالها إلى الفئات المستفيدة.

وهي في نظر البعض مجموعة من المبادئ والقواعد والأسس التي تنظم عملية تحليل المعاملات المالية فور حدوثها وتسجيلها في وثائقها الخاصة، وهي التي حددتها جمعية المحاسبة الأمريكية (AAA). هي عملية قياس وتحديد ونقل البيانات الاقتصادية للاستفادة منها في اتخاذ القرارات من قبل المستفيدين من هذه البيانات.

أنشطة العملية المحاسبية

تعتمد المحاسبة على استكمال مجموعة من الأنشطة لتحقيق أقصى استفادة منها حتى نتمكن من معرفة ما تقدمه المحاسبة المالية، أي أنها تعتمد أولا على تحليل العمليات المالية التي تخص المنشأة والتي لها تأثير مباشر عليها، كعمليات البيع والشراء ودفع الرواتب والأجور.

ويتبع ذلك تسجيل المعاملات في دفاترهم الخاصة وتسجيلها بالمستندات الرسمية والتي تنقسم إلى مستندات خارجية مثل فواتير الشراء وفواتير داخلية مثل فواتير المبيعات، ثم تتم عملية تصنيف هذه المعاملات وإبلاغها إلى كل جهة معنية معها على حدة، أي أنها شاملة ومحددة.

المستفيدون من المحاسبة

وبالحديث عن المستفيدين من المحاسبة يمكننا أن نذكر العديد من الفئات، أبرزها أقسام المشاريع، التي تزودها المحاسبة بكافة المعلومات التي تحتاجها لغرض اتخاذ قرار محدد بشأن أمر ما، مما يسهل عمليات الإدارة والإشراف على هم.

بالإضافة إلى البيانات التي تقدمها لصاحب المشروع عن الربح والخسارة المتوقعة وبالتالي إدراكه للوضع المالي لشركته، أما السؤال: ماذا تقدم المحاسبة المالية للدائنين، فهي تحلل الوضع المالي وتخبرهم مدى إمكانية الإقراض للمشروع.

كما يقوم بتزويد العملاء بالمعلومات اللازمة ليقرروا التعامل مع المنشأة أم لا، كما يساعد موظفيها على معرفة الأوضاع المالية وهل الظروف مناسبة للمطالبة بزيادة الأجور أم لا.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن المحللين الماليين ومسؤولي الضرائب هم من بين أكثر من يستفيد منه. وإذا أردنا أن نعرف ما الذي تقدمه لهم المحاسبة المالية، فمن ناحية المحللين، يكفي أن نقول إن عملهم يعتمد عليه بشكل أساسي، حيث يمكنهم التعرف على التحليلات المالية والظروف الاقتصادية المحيطة.

أما موظفو الضرائب فهم يشكلون حجر الأساس الذي يبنى عليه جوهر عملهم، بما في ذلك معرفة الصادرات والواردات في كل منشأة وتحديد النسبة التي توافق الدولة على تحصيلها.

تتداخل المحاسبة مع المجالات الأخرى

المحاسبة مثل أي علم له الأصول التي ينبثق عنها، ويمكننا القول أن أصوله هي الاقتصاد وله فروع كثيرة، وهناك ما يعرف بالفروع، أي تداخله مع فرع آخر، مما ينتج عنه أحيانا في العلوم الفرعية الجديدة، ويمكننا أن نتحدث عن هذه التفاعلات بشيء من التفصيل وعن العلاقة بينها. كل علم من علوم الإدارة هو كما يلي:

  • علم الإدارة: وكما ذكرنا سابقاً فإن المحاسبة تمهد الطريق لعلم الإدارة من خلال توفير المعلومات اللازمة لاتخاذ القرارات الإدارية.
  • اقتصاديات: يُعرف علم الاقتصاد ببحثه المستمر عن التوزيع العادل للموارد. ويفحص الأسعار ويقارنها ويتعلم مبادئ العرض والطلب. الأمر الذي يتطلب الكثير من البيانات التي لا يمكن أن يقدمها إلا علم المحاسبة.
  • الرياضيات والإحصاء: والتداخل بينهما واضح، فالرياضيات والإحصاء هي الأرقام التي يعتمد عليها المحاسبة في سرد ​​بياناته وتحليلها.
  • الفقه: توفر المحاسبة مع الإطار التشريعي الذي تعمل فيه، وتحدد معاملاتها. وإذا تحدثنا عما توفره المحاسبة المالية للقوانين فإنها تقدم تقارير يمكنها من خلالها محاسبة المخالفين.

أنواع المحاسبة المالية

تنقسم المحاسبة المالية إلى عدة أنواع، منها ما يلي:

  • المحاسبة النقدية: يختص هذا النوع بتوفير سجلات لكافة الأنشطة المالية التي تقوم بها المنظمة سواء بالمبالغ المالية أو خارجها، ولا يسجل أي معاملات مالية أخرى غير نقدية.
  • محاسبة الأسهم: يقوم على دراسة الديون الموقعة من طرف تجاه طرف آخر. معرفة الأموال المستحقة للسداد ونسبة الديون أو الأموال المستحقة للعملاء أو منهم.

مسؤوليات المحاسب المالي

وعندما نتساءل عما تقدمه المحاسبة المالية، علينا أن نعلم أن الشخص المنوط به تحقيق وتفعيل دور المحاسبة المالية هو المحاسب، وهو متخصص في مجموعة من المهام الرئيسية التي يقوم بها.

ومن مسؤولياته الدورة المحاسبية والإدارة المالية والمعاملات المتعلقة بها بالإضافة إلى إنشاء سجلات لتسجيل الحسابات فيها. كما أنه متخصص في متابعة أرصدة البنوك والعملاء معاً وعمل جرد دوري للأموال المالية. بالإضافة إلى أنه مسؤول عن إعداد الدفاتر المالية اليومية والشهرية وتحديد جوانب الربح والخسارة.

مبادئ المحاسبة المالية

تتضمن المحاسبة المالية مجموعة من المبادئ التي تسعى إلى الالتزام بها في جميع المعاملات. وأهم هذه المبادئ هي:

1- التكلفة (مبادئ التكاليف)

يقوم بالأساس على تجاهل القوة الشرائية للنقود…

‫0 تعليق

اترك تعليقاً