ما حكم الاستعانة بصديق في سداد دين؟ ما حكم المماطلة في سداد الدين؟ يقع الكثير من الأشخاص في ديون كثيرة نتيجة لظروف كثيرة، والتي مع مرور الوقت يعجز الفرد عن سدادها، حيث يتم طلب المساعدة من الآخرين في هذا الشأن. ولذلك سنعرض بالتفصيل ما إذا كان من الممكن الاستعانة بصديق لسداد دين وما حكم ذلك.
هل طلب العون من الله عبادة؟ | نعم تعتبر من العبادات الثابتة شرعاً وديناً والإسلام |
ما حكم الاستعانة بالحي الحاضر فيما لا يقدر عليه إلا الله؟ | مسموح |
محتويات المقالة
حكم الاستعانة بالصديق في سداد دين
في كثير من الأحيان يعاني الكثير من الأشخاص من ظروف مادية ومالية تجبرهم على طلب المساعدة من الآخرين. وفي الوقت نفسه، قد لا يتمكن الفرد من سداد الدين، مما يضطره إلى طلب المساعدة من الأصدقاء أو المقربين منه.
وتجدر الإشارة إلى أن طلب المساعدة في اللغة العربية يعني طلب العون والمساعدة والمؤازرة، والاستعانة في الشريعة تعني طلب العون من الله للحصول على المطلوب. قد يقع الإنسان في ضائقة مالية، مما يدفعه إلى الاستعانة بصديقه لرد الدين إلى أصحابه. الاستعانة بصديق لسداد دين يتم عن طريق حل الدين. وكربته وتفريج أمره من الأمور المحمودة في الدين الإسلامي.
ولذلك فإن حكم الاستعانة بالصديق في سداد دين يعتبر جائزاً شرعاً، ويدخل في باب الاستعانة بشخص حي قادر، لتقديم المساعدة والدعم للآخرين الذين لا قادر.
شرعية الدين في الإسلام
وفي سياق الحديث عن الاستعانة بالصديق في سداد دين، سنتحدث عن أمر الدين وحكمه ومشروعية الدين في الشريعة الإسلامية، حيث أن الدين لا يحرم الاقتراض والديون.
وتجدر الإشارة إلى أنه قد جاء في الحديث الصحيح عن أبي هريرة – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: «من أخذ أموال الناس مالاً يريد أن يؤديه أدى الله عنه، ومن أخذ أموال الناس يريد إتلافها أتلفها الله».[صحيح البخاري].
ولما كان الأمر يتلخص في نية المؤمن أن يرد دينه ولم يتمكن، فقد يسر الله له الأمر في سداد دينه. وأما الأمر الذي لا يجوز شرعا، فالنية هي أخذ الدين، ونية الفرد عدم رده إلى صاحبه. ولذلك يجب على المسلم الذي عليه الدين أن يجتهد بكل إخلاص وإخلاص في رد الدين الموقع عليه، كما يقضي الله عنه إذا مات وعليه دين.
حكم الوساطة للغير
ويقول ابن الباز: جواز التوسط للغير في أمور كثيرة، ومنها سداد الديون. ولذلك فإن دين الفرد المسلم الذي لا يستطيع سداده يمكن أن يؤديه صاحبه عن طريق شخص آخر.
حكم المماطلة في سداد الدين
وأما الحديث عن الاستعانة بالصديق في سداد دين فلا بد من العلم أنه إذا كان الإنسان قادراً على سداد الدين في وقته ولكنه مماطل فإن هذا الأمر محرم شرعاً على المسلم.
وتجدر الإشارة إلى أن التسويف في الدين من كبائر الذنوب التي نهى عنها الرسول -صلى الله عليه وسلم-، حيث أن هذا الأمر يدخل في بطش أموال الغير.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا الفعل قد صنفه كثير من العلماء على أنه من كبائر الذنوب، كما نص الفقهاء على أن من مماطل في سداد الدين المستحق عليه يعتبر فاسقاً ولا تقبل شهادته لضرره. الظلم والتفريط في حقوق الناس.
يجوز للدائن أن يرفع شكوى على المدين المماطل أمام القاضي، وهنا يحق للقاضي حبسه حتى سداد دينه. ومن الجدير بالذكر أن لصاحب المال الحق في مقاضاة المدين المماطل، لأنه قد ظلم من المدين.
الدين الصحيح في الشريعة
وفي ختام الحديث عن الاستعانة بصديق في سداد دين لا بد من التعرف على بعض الشروط المتعلقة بالدين، والتي يجب أن يراعيها المدين الفرد، والتي تتجلى في النقاط التالية:
- ويجب تحديد المدة التي سيسدد بعدها المدين الدين.
- ويجب أن يكتب الدين بين الدائن والمدين مع أجله، وذلك لإثبات حقوق الطرفين.
- وإذا لم يكن كاتب الدين هو المدين نفسه، فيجب على المدين أن يملي عليه ما يكتب.
- وإذا لم يتمكن الغريم من الإملاء على الكاتب، أملى وليه عنه.
- ويجب أن يكون الشهود حاضرين، ويجب أن يكونوا رجلين أو رجلاً وامرأتين، كما جاء في آية الدين في سورة البقرة.
الديون من الأمور التي يقع فيها الكثير من الأفراد، حيث يعجز البعض عن سداد ذلك الدين لأسباب كثيرة، مما يتطلب الاستعانة بصديق، حيث أن هذا من الأمور المباحة في الدين الإسلامي.