أهمية التدريب والرقابة والعلم في تقليل مخاطر استثماراتك
كثير من الناس يخافون من مخاطر الاستثمار، وكان والدي المسكين واحدا من هؤلاء الناس. كان يهتم بالسلامة والطمأنينة. وكان مقتنعاً بأن الإنسان الذكي هو الذي يجد عملاً جيداً ويدخر ماله. لكن والدي الغني رأى أن فكر والدي الفقير فكرة خطيرة، وكان يريد أن يكون والدي الغني لديه مشروعه الخاص ويريد أن يستثمر أمواله بدلاً من ادخارها.
محتويات المقالة
مخاطر الاستثمار وتدفق الأموال
كان لدى والدي رأيان متناقضان حول العالم، وأسهل طريقة لشرحهما هي أن أشرح لك الأنواع المختلفة من العقليات. هناك 4 عقليات تحدد تفكير الشخص في الأمور المالية. العقلية الأولى هي عقلية الموظف. يتطلع الموظف إلى الاستقرار والمزايا والراتب الثابت. ولتحقيق ذلك يقوم ببيع وقته لصاحب العمل، فهو لا يحب المخاطرة. لا يفهم شيئاً في الأمور المالية لأنه تلقى تعليماً تقليدياً علمه كيف يكون موظفاً جيداً.
هناك عقلية صاحب المشروع الصغير الذي يعمل لمصلحته الشخصية وليس لمصلحة صاحب العمل. هذا الشخص يهتم بالاستقلال. يرفض فكرة إجباره على العمل لصالح الآخرين. ليس لديه عمل، لكنه هو من يحدد العمل لنفسه. لكن مشكلة هذه الشخصيات هي أنها إذا توقفت عن العمل، فإنها تتوقف عن العمل. كسب المال.
وهناك أيضاً عقلية رجل الأعمال العظيم، وذلك الشخص ليس لديه وظيفة محددة ولا يمتلك نشاط تجاري محدد، ولكن ذلك الشخص له نظامه الخاص الذي يستغله لكسب المال، وذلك النظام يفكر في طرق يوظف الناس ليكسبوا له المال، وهذا الشخص يتمتع بالحرية المالية لأنه يستطيع التوقف عن العمل دون… يتوقف عن جني المال.
العقلية الأخيرة هي عقلية المستثمر، وتلك العقلية ترى فرصا لاستخدام المال لكسب المال وتستغل الديون والضرائب والتأمين لكسب المال بشكل غير مباشر من خلال الاستثمارات والأصول (وهو كل ما يضع المال في جيوبك)، وتلك العقلية يرى العالم كمكان مليء بالفرص.
المخاطر التي تدركها العقليات المختلفة
هناك عقليتان غير متعلمتين في أمور المال والأعمال والاستثمار، وهما عقلية الموظف وعقلية صاحب المشروع الصغير. يخافون من المخاطر، لكن سبب رأيهم هو افتقارهم إلى الثقافة المالية، مما يجعلهم يرون أن الاستثمار والتجارة ينطويان على مخاطر عالية. لكن العقليتين الأخريين (عقلية رجل الأعمال العظيم وعقلية المستثمر) يفهمان الأمور المالية وكيفية الربح من الاستثمار. إنهم ينظرون إلى العالم بطريقة مختلفة. ويرون أن العمل كموظف أو في نشاطك الخاص أخطر من امتلاك مشروع كبير وأخطر من الاستثمار لأنك تحرم نفسك من ثلاثة أشياء: التدريب والسيطرة والمعرفة.
لقد عاش والدي المسكين حياته كلها كواحد من هؤلاء الأشخاص الذين ليس لديهم وعي مالي. عانى طوال حياته واشتكى كثيرا من ظروفه المالية. عندما كان والدي الثري يزداد ثراءً كل عام مقارنة بالعام السابق، كان يبيع المنازل ليشتري الفنادق، وكأنه يلعب على بنك الثروة.
لقد درست حياتهم لأنني أردت أن أعرف لماذا رأى والدي الفقير المخاطر في الاستثمار بينما رأى والدي الغني الاستثمار كفرص. ومن خلال دراستي تعلمت أن هناك 3 أسباب رئيسية جعلت والدي المسكين يخاف من الاستثمار ويرى فيه خطورة، واكتشفت الأسباب التي جعلت الاستثمار مخاطرة. بالفعل في خطر على حياته.
الخطر رقم 1: نقص التدريب
هناك ثلاثة أنواع من التعليم: التعليم الأكاديمي، والتعليم المتخصص، والتعليم المالي. يذهب معظم الناس إلى المدرسة للحصول على تدريب يجعلهم موظفين جيدين أو تدريبًا يساعدهم على العمل لمصلحتهم الخاصة، وذلك من خلال التعليم الأكاديمي والتعليم المتخصص. تعلمنا المدرسة أشياء مثل القراءة والكتابة والرياضيات وتلك الأشياء. أشياء مفيدة في مجال العمل، لكن المدرسة تعلمنا أيضًا كيفية تنفيذ الأوامر وكيف نكون في المكان المطلوب في الوقت المطلوب، وتلك هي عقلية الموظف.
هناك من يسعى للتعليم العالي ليتدرب ليكون متخصصاً كالطبيب والمحامي والمحاسب ولكنهم في النهاية مجرد موظفين رواتبهم أعلى فالأشخاص الذين يحققون الحرية المالية بينهم قليلون جداً .
لسوء الحظ، المدرسة لا تعلمك كيف تستفيد من المال وكيف تجعله يعمل لصالحك، ولا تعلمك المهارات المطلوبة لتصبح رجل أعمال أو مستثمرا. عليك أن تبحث عن هذه المهارات بنفسك لتتعلمها، بدءاً من أسس الوعي المالي. ونتيجة لذلك، لا يحصل معظم الناس على التدريب اللازم لمعرفة كيفية الحد من مخاطر الاستثمار. إذا لم يكن لديك التدريب والمعرفة الكافية، فسيكون الاستثمار محفوفًا بالمخاطر، ولكن لحسن الحظ، يمكننا مساعدتك في تطوير ذكائك المالي من خلال مقالاتنا.
الخطر رقم 2: عدم السيطرة
أنا متأكد من أنه خلال فترة الركود الكبير، اعتقد الكثير من الناس أن الاستثمار محفوف بالمخاطر عندما نظروا إلى الأسهم التي اشتروها، وكيف كان سعرها يتراجع، ومن المؤكد أن الكثير قد ضاع في ظروف الوباء الذي نعيشه. تجربة ولكن الحقيقة أن معظم الناس ليس لديهم خطة استثمارية بل يعملون ويجتهدون وبعد ذلك يسلمون أموالهم إلى “خبير” يقوم باستثمار الأموال في صناديق الاستثمار والأسهم، ولكن المشكلة في تلك الاستثمارات هو أنها تجعل المخاطر أكبر لأنك لست المسيطر على أموالك، ولكنك تسلم أمرك إلى الأسواق.
على العكس من ذلك، يحاول المستثمرون الناجحون الحصول على أكبر قدر ممكن من السيطرة لتقليل المخاطر، لذلك أستثمر أموالي في أنشطة تترك لي حرية التصرف لأنها تترك لي القدرة على التحكم في ما يحدث في استثماراتي.
الخطر رقم 3: نقص المعلومات
يعرف معظمنا أنه إذا كنت تريد الاستفادة من صفقة حقيقية، فيجب أن يكون لديك معرفة بالشيء الذي تريد شراءه، وكثيرًا ما تسمع الناس يقولون: “أعرف شخصًا هناك”. بغض النظر عما تريد شراءه، فقد يكون سيارة، أو تذاكر لمسرحية، أو ملابس جديدة. ومع ذلك، فقد أصبح من البديهي أن المعرفة والمعلومات هي التي توفر لك الصفقات الحقيقية.
عالم الاستثمار هو أيضا من هذا القبيل. الموظفون ومن يعملون لحساب أنفسهم ليس لديهم من يقدم لهم الصفقة، ولا يعرفون الكثير مما يحدث في عالم الاستثمار، لذا فإن معرفتهم قليلة وليس لديهم الكثير من المعلومات عن حقيقة ما يحدث فهم يستثمرون أموالهم فيها. كبار المستثمرين وكبار رجال الأعمال لديهم معلومات واضحة عما يحدث في العالم. استثماراتهم أو تجارتهم، ونتيجة لهذه المعلومات، تكون المخاطر أقل.
كيفية تقليل المخاطر إلى الحد الأدنى؟
الخطوة الأولى لتقليل المخاطر هي العمل المستمر على تغيير عقليتك تدريجياً، إما إلى عقلية المستثمر أو إلى عقلية رجل الأعمال العظيم. وذلك لأنه من الصعب الاستثمار أثناء بيع وقتك لصاحب العمل، حتى لو كان لديك المهارات والتدريب المطلوب، لأن المستثمر ورجل الأعمال سيكون لديهما الوقت دائمًا. بما فيه الكفاية، ولكن ليس لديك الوقت للتعلم.
تغيير عقليتك يعني أن تدرب نفسك بشكل صحيح وتتعلم ما تحتاجه وتطبق ما تعلمته لكي تكون في وضع يمنحك القدرة على التحكم. وهذا يعني أنك تنمي ذكائك في الأمور المالية يوميا من خلال المؤتمرات والتدريبات، ولكن من المهم أن تطبق ما تعلمته حيث لم يتم تعلمه. الإنسان لا يخطئ إلا ويحاول مرة أخرى.
إن تحويل وضعك في عالم الاستثمار من المخاطرة إلى الأمان يتطلب وعياً وتدريباً مالياً. أنصحك بالنظر إلى وضعك في مجال الاستثمارات واتخاذ الخطوات المطلوبة لتكتسب القدرة على التحكم في استثماراتك وتدريبك ومعرفتك، فهي ستكون من أفضل اختيارات حياتك.