سليمان بن عبد العزيز الراجحي أو صاحب شركة أوقاف سليمان الراجحي الشهيرة والذي عرف بأنه رائد العمل الخيري في المملكة العربية السعودية. فهل كان يخطط للوصول إلى هذه المكانة يومًا ما، أم أن الأمر برمته جاء بمحض الصدفة؟ لذلك، خلال الجولة التي سيرافقكم فيها موقعنا، ستتمكنون من الاطلاع على بعض التفاصيل عن حياة هذه الشخصية، بالإضافة إلى الإنجازات والأعمال التي قام بها، في السطور التالية.
محتويات المقالة
نبذة عن حياة سليمان بن عبد العزيز الراجحي
ولد الشيخ سليمان الراجحي عام 1929 في مدينة البكيرية بمنطقة القصيم التابعة للمملكة العربية السعودية. وكان أيضًا أخًا لثلاثة أبناء: محمد وصالح وعبد الله. تجدر الإشارة إلى أن هذا الشخص نشأ في أسرة فقيرة، ورغم ذلك كان معروفًا بشغفه بالعمل وحبه للعمل.
أما في الحياة الأكاديمية فقد التحق الشيخ الراجحي بمدرسة في مدينة الرياض، ومن ثم عمل حارساً لبضائع التجار في الأسواق المختلفة، وكان يرعى الإبل في أوقات فراغه. ولم يقتصر الأمر على تلك المهن، بل عمل في العديد من المهن الأخرى التي أكسبته الخبرات، ومن بينها عمله في مجال البناء.
ومن هنا يمكننا القول أن حبه للتجارة كان حجر الزاوية في النجاحات التي حققها، كما استطاع أن يرى نفسه من خلالها إنساناً ناجحاً وذا قيمة، حيث كان معروفاً بالجدية والاجتهاد والطموح والسعي الدؤوب إلى تحقيق النجاح. الاستفادة والتعلم من أخطاء الأشخاص من حوله، رغم الظروف. المادية القاسية التي مر بها؛ ومع ذلك، استمر في السعي لتحقيق التفرد والتميز في المجال الذي كان شغوفًا به دائمًا.
وفي عام 1943، تمكن الشيخ الراجحي من اتخاذ الخطوة الأولى وشق طريقه في الحياة المهنية. وعليه، قام بافتتاح مكان صغير لائق على الطريق العام الواقع في حي المربع، قدم من خلاله العديد من المنتجات الأساسية للمواطنين، وهي السكر والشاي والحلوى. كما استورد بعض المنتجات من البحرين.
ومن الجدير بالذكر أن هذا العمل استمر حتى عام 1945، عندما باع الشيخ هذا المحل ليتمكن من دفع تكاليف زفافه، ثم انتقل بعد ذلك مع عائلته إلى الرياض. وفي عام 1945 قرر الشيخ الراجحي العمل مع أخيه، واستمرت شراكتهما حتى عام 1956، إلا أن الشيخ كان خاضعاً لهذه الشراكة، ولم يقتصر نشاطه عليها فقط، حيث استمر في العمل في بعض المجالات الأخرى والتي شملت مجال الصرافة، ليتمكن من تجميع رأس المال الكافي الذي يمكنه من الاستقلال المالي، ومن ثم القيام بالعمل الذي طالما حلم به.
في عام 1972م، كان الشيخ سليمان بن عبد العزيز الراجحي يعمل في مجال التجارة، لكنه لم يكتف بذلك حيث ظل يتنقل بين المجالات المختلفة، مستغلاً كافة الفرص المتاحة له لتحقيق حلمه، والذي كان من المقرر أن يكون فريدًا ويتقدم إلى مستوى معيشي أفضل من المستوى الحالي الذي كان يعيش فيه في ذلك الوقت. جدير بالذكر أنه تجدر الإشارة إلى أن الشيخ سليمان الراجحي كان متزوجا وله عدد من الأبناء.
من الشراكة إلى الاستقلال المالي
وفي عام 1957 قرر الأخوين الانتقال للعمل معًا في إحدى المناطق المجاورة، وظل هذا العمل قائمًا حتى عام 1970، وبعد مرور عامين تمكن الشيخ سليمان بن عبد العزيز الراجحي من إنشاء مؤسسته الخاصة والتي كانت تعرف بشركة سليمان بن عبد العزيز الراجحي حيث بدأت أعماله بالتوسع. ومشاريعه حتى تمكن من افتتاح عدد من الفروع التابعة لتلك الشركة في مدينة جدة ومدن أخرى داخل المملكة العربية السعودية.
ولم يقتصر الأمر على مجرد افتتاح المؤسسة التي كان يحلم بها الشيخ الراجحي، حيث استمرت توسعاته في النمو حتى توسع وحقق المزيد من النجاحات على مستوى الأعمال العقارية أيضًا، وبناء عليه نال ثقة العديد من العملاء في الداخل و خارج المملكة العربية السعودية.
ومثل معظم المواطنين السعوديين الذين يحرصون على تطبيق مبادئ الشريعة الإسلامية أثناء أداء المهام المختلفة، سعى الشيخ الراجحي إلى بناء نظام مصرفي يعمل وفق أحكام الشريعة الإسلامية السمحة. وعليه، تقدم بطلب إلى الجهات المختصة التابعة للبنك المركزي البريطاني. وذلك لغرض الحصول على ترخيص لفتح مكتب خدمات استشارية.
تجدر الإشارة إلى أن هذا الطلب قوبل بالرفض من قبل تلك الأطراف. ورغم ذلك لم ييأس الشيخ وحاول مرة أخرى. وأجرى بعض المقابلات الشخصية مع أحد المسؤولين وتمكن بعد ذلك من إقناعهم بوجهة نظره في هذا الشأن، وفي عام 1981 حصل على الموافقة المبدئية. للافتتاح.
مؤلفات الشيخ سليمان الراجحي
ومن الجدير بالذكر أن الشيخ الراجحي كان يؤمن دائماً ببعض المبادئ التي تنوعت بين التكامل والشراكة بين مختلف القطاعات. وإذا تم دعمها بشكل صحيح، سيتم تحقيق التطوير والاستمرارية. ونتيجة لذلك، خطرت له فكرة الاستثمار في قطاعات داخل الدولة.
ومن ثم قام بإنشاء العديد من المؤسسات على أعلى مستوى، وشملت هذه المؤسسات العديد من القطاعات، والتي تنوعت بين القطاع الصناعي، والقطاع المالي والعقاري، بالإضافة إلى قطاع التعليم والتكنولوجيا، والقطاع الزراعي والغذائي.
أما العمل الخيري الذي قام به الشيخ الراجحي فقد اقتصر في البداية على بعض الأنشطة التي كان يعمل عليها مع أخيه، ولكن مع التوسعات التي قام بها قرر الشيخ الراجحي إنشاء جهة متخصصة في القيام بالأعمال الدعوية والدعوية. العمل الخيري.
كان ذلك قبل عقدين من الزمن على الأقل، ومع مرور الزمن تطورت مؤسسة الراجحي ونمت وازدهرت. وعليه قام بإنشاء مؤسسة غير ربحية عرفت باسم مؤسسة سليمان الراجحي للأوقاف، بالإضافة إلى جامعة عرفت باسم جامعة سليمان الراجحي، وذلك في ضوء التوسعات المذكورة. وبلغ حجم ثروته ما يعادل نحو 5.9 مليار دولار أمريكي، حتى احتل المركز 169 في قائمة أغنى أغنياء العالم أجمع.
ومن الجدير بالذكر أن موسوعة غينيس الشهيرة سجلت مزرعة الراجحي التي تقع في منطقة القصيم كأكبر وقف خيري على كوكب الأرض، حيث بلغ عدد أشجار النخيل في تلك المزرعة حوالي 200 ألف نخلة في منطقة القصيم. على الأقل. وبالإضافة إلى ذلك، تم توزيع إنتاج تلك المزرعة على الفقراء. من خلال الجمعيات الخيرية وتحديداً في شهر رمضان المبارك.
الهيئات التي شارك في تأسيسها الراجحي
بالإضافة إلى ذلك فإن سليمان الراجحي هو من شارك في تأسيس بنك الراجحي الاستثماري، وكذلك شركة الصناعية الوطنية. كما شارك الشيخ الراجحي في تأسيس الشركة الوطنية الزراعية وشركة الراجحي للاستثمار، بالإضافة إلى كونه أحد الأعضاء المشاركين في تأسيس سلسلة مطاعم الدواجن وشركة الوطنين للتنمية. الزراعة المعروفة باسم “نادك”، ومؤسسة سليمان عبد العزيز الراجحي الخيرية.
كما شارك الشيخ الراجحي في تأسيس شركة الروبيان الوطنية وكليات سليمان الراجحي، ولم يكتف بذلك فقط، حيث ساهم في تأسيس شركة الراجحي للتجارة والصيرفة التي شغل منصب مديرها العام.
المناصب التي يشغلها سليمان الراجحي
سبق أن أشرنا إلى أن الشيخ سليمان الراجحي هو من أسس شركة الراجحي للصرافة والتجارة، وبناء عليه تولى منصب المدير العام لتلك الشركة. كما شغل منصب العضو المنتدب والمدير العام لمؤسسة الراجحي المصرفية والاستثمارية. وبالإضافة إلى ذلك، شغل الشيخ سليمان الراجحي منصب رئيس مجلس الإدارة. شركة أسمنت ينبع لفترة جيدة.
المراكز التي يشغلها سليمان الراجحي
وكنتيجة طبيعية لكل النجاحات التي تمكن الشيخ سليمان الراجحي من تحقيقها، فقد احتل المركز السادس في قائمة Business Insider لعام 2015، والتي ضمت أكثر الشخصيات سخاءً حول العالم.
وبالإضافة إلى ذلك، حصل الشيخ الراجحي على جائزة الملك فيصل العالمية عام 2012 في فرع خدمة الإسلام. كما حصل الراجحي على جائزة رجال الأعمال المتميزين عام 1999 والتي عرفت باسم وسام الملك عبد العزيز.
إدارة الوقف وبداية فكرته
جاءت فكرة الوقف إلى الشيخ الراجحي من خلال بعض العقارات والأراضي التي كانت تقع ضمن نطاق المملكة العربية السعودية، وبناء عليه اتخذ قراره بوقف الأراضي ومن ثم إنهاء حصص معينة التي وكان قد حددها في وقت سابق وفصلها عن المؤسسات التي كان يملكها آنذاك. وبالإضافة إلى ذلك فقد وقف على ثلثي ثروته تقريباً.
وفيما يتعلق بإدارة هذا الوقف، فقد نابع من رغبته في تحويل إدارة أعماله من إدارة عائلية إلى إدارة شركات، وبناء عليه مر بعدة مراحل، بدأت عام 1999، عندما أطلق مشروعه الأول، والذي كان الغرض منه كان من أجل إعادة هيكلة الأعمال…