ما الفرق بين التقدير الإلهي والشك البشري؟ ولا شك أن الله تعالى هو مالك هذا الكون وهو الذي يدبر شؤونه. إن الله تعالى يعلم ما لا نعلم وهو على كل شيء قدير وهو عالم الغيب. ومن ترتيبات الله حكمة يعلمها الله ولا نعرفها. والمطلوب من العبد حسن الظن بالله عز وجل في كل شيء، فإن الله تعالى رحيم لطيف بعباده، ولا يقدر شيئا إلا إذا كان لهم فيه نفع وحكمة عظيمة.
محتويات المقالة
ما هو معنى التقدير الإلهي ؟
وإذا تأملنا الكون من حولنا نجد أنه يسير وفق مشيئة الله عز وجل وتدبيره، فلا يحدث له شيء وهو مقدر من الله عز وجل. والمطلوب من المسلمين حسن الظن بالله، وشكره في السراء، والصبر في الشدة، والتوكل على الله. قال الله تعالى في كتابه العزيز: ومن يتوكل على الله فهو حسبه. وما أمر الله تعالى بأمر إلا وفيه حكمة إلهية. الموت قدر، والمرض قدر، والفقر قدر، والخسارة قدر. وهذه كلها اختبارات من الله لعباده المؤمنين ليختبر صبرهم وإيمانهم.
ما هو معنى الشك البشري ؟
والمراد بالظن البشري هو توقع حدوث أمر ما، وهذا التوقع قد يحدث أو لا يحدث، حتى يعتقد كثير من الناس احتمال حدوث أمور تنذر بالشر. وقد ذهب علماء ومشايخ المسلمين إلى أن الشك البشري محرم، لأن الغيب لا يعلمه إلا الله، لذلك لا يمكن أن تكون الشك البشري دقيقا، فالإنسان مخلوق ضعيف. علمه محدود، ويعتمد على الأدلة والبراهين التي قدمها الله وحده، وقد تكون احتمالاته وتوقعاته صحيحة أو خاطئة في مناسبات عديدة.
ما الفرق بين التقدير الإلهي والاعتقاد البشري؟
وهناك فرق كبير بين التقدير الإلهي والاعتقاد الإنساني الذي يأتي من جهد البشر والذي فيه احتمال الصواب والخطأ. وقد يتجه الاعتقاد الإنساني إلى الاتفاق في الحدوث أو العكس، بحيث لا تحدث الاحتمالات، بل يحدث ما يناقضها. وأما التقدير الإلهي فهو أمور محتومة كالموت. لا شك أن الموت حقيقة إلهية ونهاية كل مخلوق وكائن حي في الكون، والله تعالى يقضي بأنه سيحدث لا محالة ولا مجال للشك في ذلك.
وفي الختام تعلمنا أن هناك فرقاً بين قضاء الله عز وجل وبين رأي الإنسان الذي يعتمد على الاجتهاد. ورغم ذلك قد يكون على حق وقد يكون على خطأ. أما أحكام الله فلا مجال للخطأ فيها أو الشك فيها، فهي من علام الغيب.