هناك أدعية قوية ومؤثرة يمكن أن تمنحك الطمأنينة التي تبحث عنها، وأدعية تريح وتهدى قلباً حائراً هي الحل الأمثل لكل إنسان تعصف به الهموم والصعوبات ولم يعد يعرف أي طريق هو الطريق واحد يجد فيه الخير، والذي قد يؤدي به إلى الهلاك، ومن أجل الجميع… تقدم قلوب حائرة سلسلة من الأدعية التي تساعدهم في العثور على الطريق الصحيح.
دعاء قصير للقلب الحائر | اللهمّ اهد قلبي إلى الصواب، ولا تخّره في أمره |
معرفة نتيجة الدعاء | الرضا القلبي بأمر معين، وتيسير الأمور فيه |
إذا كنت تعاني من الهموم وضيق الصدر فالدعاء الذي يريح القلب هو الحل الذي تحتاجه. الصلاة هي السلاح الذي يزيل الوساوس والشكوك ويمنحك الطمأنينة والراحة. رغم أن لديك أسباباً كثيرة تسبب لك الحزن والضيق، إلا أن الدعاء لله كفيل أن يزيل كل شيء ويجعلك مطمئناً.
تفويض الأمر إلى الله عز وجل واليقين بأن ما يختاره الله عز وجل هو الأفضل، فيصلي الإنسان بقلبٍ نقيٍ وتفكيرٍ في الخير وشكرٍ لله، ويستطيع أن يحقق طموحاته ويشعر بالراحة والطمأنينة لأن الدعاء يمثل وسيلة للشكوى والاستغفار والتسبيح والرجاء، فاستغل هذا السلاح الروحي وابحث عن الأدعية المناسبة التي تلين صدرك. سوف تكون محاطًا بالسلام والراحة. والأفضل أن تدعو الله، ثم تزكي نفسك بالأدعية المناسبة والاستغفار، وتكون على يقين من حكمة الله فيما قد يأتيك في المستقبل.
محتويات المقالة
أدعية تريح القلب الحائر
كم من الناس في هذا العالم في حيرة وتشتت، ولا يعرفون أي طريق يجب أن يسلكوا، أو إلى أي الناس يجب أن يتوجهوا ليرشدوهم إلى الصواب، ولكن رغم أن هذه الحيرة هي طبيعة بشرية، إلا أنه لا يمكن لأحد أن يتخلص منها. منه، مثلما يحتاج الشخص إلى حضور داعم. إنها حاجة ملحة.
ولكن ما يتجاهله كثير من الناس هو أن هذه الأمور كلها ثانوية في حل المشكلة، في حين أن الاتجاه الأول يجب أن يكون إلى الله عز وجل، وذلك من خلال الدعاء الذي قد يكشف الغفلة وينير البصيرة، مثل ما يلي:
- اللهم إني أسألك بعلمك الواسع، وقوتك التي لا تقهر، وحكمتك التي تدير بها شؤون خلقك، أن ترشدني إلى ما فيه الخير وتدفع عني الشر.
- يا قدير يا عليم يا علام الغيب أنت رب العالمين وأنا عبدك الفقير. وأسألك أن تنير بصيرتي، وتكشف غفلتي، وأن تلهمني للصواب في أمري.
- اللهم إني أسألك أن تقضي لي الخير في ديني ودنياي وآخرتي، وأن تذهب عني ما ظهر وما بطن.
- يا ذا الجلال والإكرام، يا قدير، يا عليم، أسألك أن توفيقني في أمري، وتيسره لي ما كتبت فيه خيراً، وتصرفه عني إن شئت. لقد كتبوا فيه الشر.
- يا رب العالمين، يا معين، أغثني، واستجب لي، واقدر لي الخير حيث كان، وأرضني به يا كريم.
- اللهم يا ولي الصابرين، يا ناصر الخائفين، ويا مفرج كرب المكروبين. أسألك أن تهديني، وأن تلهمني إلى طريق الرشاد، وتقرب لي الخير وتيسره.
صلاة ترشدك إلى الطريق الصحيح
ولا يزال الإنسان في حياته يسير في الظلمات والضلال إلا من وهبه برحمته البصيرة التي يستطيع بها معرفة الخير والشر والتمييز بينهما. ولذلك، إذا تعرض الإنسان لتلك الحالة، فما عليه إلا أن يقول أدعية تريح القلب الحائر، وترشده إلى الطريق الصحيح، مثل ما يلي:
- اللهم إني تقطعت، وأغلقت في وجهي الأبواب، وليس لي من دونك ولي ولا نصير، فانصرني واهدني لما هو صالح لي.
- اللهم أرني الحق حقاً وارزقني اتباعه وأرني الباطل باطلاً وارزقني اجتنابه.
- اللهم إني أسألك أن تهديني وترشدني إلى الخير والصلاح، وأن تعيذني من شرور الإنس والجن.
- اللهمّ اختر لي ولا تخيرني، ودبّر لي أمري فإني لا أحسن التصرف. أنت قادر على كل شيء.
- اللَّهُمَّ إِنِّي وَكَّلْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ، وَإِلَيْكَ وَضَعْتُ أَمْرِي، وَإِلَيْكَ تَوَكَّلْتُ. ولا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك. اللهم اهدها ورشدها.
- يا قوي يا قوي يا فعال لما شئت أصلح لي شأني كله وهب لي من لدنك رحمة وعلما.
الدعاء عند الحيرة في أمر ما
لا تزال الحيرة هي الرفيق الأول لكثير من الناس، ورغم أنها قد تكون مفيدة في كثير من الأحيان، إلا أنها إذا استمرت لفترة طويلة قد تؤدي إلى أن تصبح عدوًا واضحًا يمنع الإنسان من عيش حياته بشكل طبيعي.
وفي هذا الصدد، ولأن كثيراً من أمور الحياة التي يتعرض لها الإنسان تكون أيضاً موضع شك وخوف، فإن الأدعية التي تريح القلب الحائر في ذلك الوقت هي أفضل الأعمال، وذلك على النحو التالي:
- اللهم إني وجهت وجهي إليك، ورفعت يدي إليك، وسلمت أمري إليك، فأرجو أن تهديني ولا تردني خائباً.
- يا حكيم، يا من علم الإنسان ما لم يعلم، أسألك أن تعلمني ما لم أعلم، وأن تهدي قلبي لما هو خير لديني ودنياي وآخرتي.
- يا رب العالمين، يا من لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، أسألك أن تختار لي الخير حيث كان، وأن تعينني على رؤيته وتقويني على اختياره.
- اللهمّ اختر لي ولا تخيرني، وهدّئ أمري واهدني سبل السلام.
- اللهمّ أخرجني من الظلمات إلى النور، ووفقني في جميع مراحل حياتي، واغفر لي ذنوبي يا رب العالمين.
- اللهم لا تجعلني مع القوم الظالمين، ونجني من كل ضيق، واجعل لي بعده مخرجاً، يا أرحم الراحمين.
- اللهم إني أسألك الإيمان الدائم، وأسألك العلم النافع، وأسألك اليقين الصادق، وأسألك دينا قيما، وأسألك العافية في كل ليلة، وأسألك العافية التامة. أسألك دوام العافية، وأسألك شكر العافية، وأسألك الغني عن حاجة الناس.
صلاة لمعرفة كل ما تريد أن تعرفه
المؤمن العاقل هو الذي أيقن أنه بدون الله لا يستطيع أن يفعل شيئاً. ولا يخطو خطوة إلا بالرجوع إليه سبحانه واتباع اختياره. ولذلك فإن طمأنينة القلب الحائر تساعد الإنسان على معرفة ما يريد معرفته، ومن ذلك ما يلي:
- اللهمّ أنا عبدك الفقير الجاهل، وأنت ربي الغني العليم الذي وسع كل شيء علماً. أطلب منك أن ترشدني وتعلمني ما أطلبه منك.
- اللهم إني لا أعلم أين خيري أو شري، ولا صلاحي أو فسادي، ولكنك أنت العليم العليم. اللهم نور بصري وبصيرتي، ونطق لساني بما ترى خيراً لي.
- اللهمّ علمني ما ينفعني، وانفعني بما علمتني، واهدني لما تحب وترضى.
دعاء الاستخارة من السنة النبوية
وفي إطار معرفة الأدعية التي تريح القلب الحائر لا بد من التطرق إلى دعاء الاستخارة الذي رواه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والذي يعتبر الدليل النبوي للتخلص من الحيرة حول هذه المسألة.
عن جابر بن عبد الله السلمي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللهم إني أسألك الهدى بعلمك، وأستخيرك بقدرتك، وأسألك من فضلك، فإنك على كل شيء قدير». لا حول لي ولا قوة، وتعلم ولا أعلم، وأنت تلوم الغيب، اللهم إن علمت هذا الأمر – ثم سميته على وجه التحديد – كان خيراً لي في عاجل أمري. وتأجيله –
قال: أو في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه. اللهم وإن كنت تعلم أنه شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري – أو قال: في عاجلي أو آجلي وآجلي – فاصرفني عنه، واقض لي لي الخير حيث كان ثم أرضيني. معها” [رواه البخاري].
وفي الختام فإن الدعاء من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، وهو سلاح المؤمن في السراء والضراء، وهو باب من أبواب رحمة الله تعالى. إن الله تعالى قريب يجيب، ومن يدعوه يستجيب له، وييسر له أمره، ويشرح صدره، ويذهب همه. وإذا تعلق القلب الحائر بالله عز وجل، وتوجه إليه بالدعاء، فإن الله تعالى يعين قلبه، ويذهب عنه الحيرة والضيق، وييسر أموره، ويشرح صدره، ويرزقه من حيث لم يحتسب.
تلك الحياة كالصورة الكبيرة، لا نرى منها إلا جزءاً صغيراً جداً وعلى أساسها نقبلها ونعرضها، لكن الذي يرى تلك الصورة وخالقها هو الله وحده، ولحظة إدراك ذلك تجعلنا فلا يتوقف الإنسان عن ترك ما هو خير لله، خاصة عندما يكون قلبه مضطرباً.