ويجب أن يكون المبلغ الذي يجب دفعه من الذهب والفضة معلوماً للمسلم، فالزكاة على العملتين من الأمور التي فرضها الله لاستيفاء شروط الإسلام.
ولذلك، دعونا نتعرف عبر موقعنا على نصاب الذهب والفضة، كما سنناقش كل ما يتعلق بأحكام الزكاة من حيث الشروط والمبالغ وغيرها، من خلال السطور التالية.
محتويات المقالة
كم ينبغي إخراجه من الذهب والفضة
والعملتان هما الذهب والفضة، وهما يدخلان في حكم الزكاة التي فرضها الله على كل مسلم ومسلمة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بني الإسلام على شهادة أن لا إله إلا الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت. وصيام رمضان«(صحيح) رواه عبد الله بن عمر.
ولذلك ينبغي للمسلم أن يعرف مقدار ما يجب عليه من الذهب والفضة. وقدّره العلماء بربع عُشر الطاهر ولكن لذلك عدة شروط يجب أن نعرفها من خلال ما يلي:
- ويجب أن يبلغ الذهب النصاب الكامل، وهو عشرون مثقالا، أي ما يعادل وزن خمسة وثمانين جراما من الذهب اليوم تقريبا.
- أما بالنسبة للفضة، فقد قدر العلماء النصاب بحوالي خمسمائة وخمسة وتسعين جرامًا من الفضة النقية. فإذا بلغت ذلك القدر وجب إخراج الزكاة فيه، على أن تقدر بربع القيمة المالية لكامل الكمية.
- ويجب أن يكون قد مضى على تمام النصاب في الذهب أو الفضة سنة كاملة، أي سنة كاملة، فتجب فيها الزكاة في العملتين.
الحكمة من فرض الزكاة
وبعد أن تعرفنا بالتفصيل على مقدار الذهب والفضة الذي يجب دفعه، يجب أن نعرف لماذا فرض الله علينا الزكاة وصرف الأموال؟
وقد فرض الله على المسلمين إخراج الزكاة، من أجل خلق التوازن المجتمعي. وعلى الغني الذي أنعم الله عليه أن يعطف على أخيه الفقير فيعطيه مما رزقه الله تعالى. قال الله تعالى:
“واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا. واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا. وكنت على شفا حفرة من النار فأنقذك منها. كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون.” سورة آل عمران، الآية رقم 103.
كما حثنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – على الوحدة، فلا فرق بين مسلم وأخيه إلا بالتقوى، والزكاة تجسد أحد مظاهر الالتزام بين المسلمين، كما قال كرامنا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
“ومنزلة المؤمن من المؤمن كمنزلة الرأس من الجسد. كلما اشتكى الجسد اشتكى إليه الرأس، وكلما اشتكى الرأس اشتكى سائر الجسد.” (صحيح) رواه بشير بن سعد.
ولذلك يجب على المسلم أن يعلم أن الله لم يفرض الأمر إلا من أجل التعارف والتوحيد بين صفوف المسلمين، وليطهر الغني ماله، كما قال الله تعالى في كتابه العزيز في سورة التوبة: الآية رقم 103:
“خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وبارك فيهم. في الواقع، صلاتك هي عزاء لهم. والله سميع عليم.“.
شروط وجوب الزكاة
وفي إطار تحديد مقدار الذهب والفضة الذي يجب إخراجه، ينبغي للمسلم أن يتعرف على شروط وجوب إخراج الزكاة، بخلاف ما يتعلق بالعملتين فقط، اللذين ذكرناهما سابقاً، فقد وضع الله الكثير ضوابط إلزام المسلم بإخراج الزكاة، وتتمثل في ما يلي:
- ويجب أن يكون مسلما. ولا تجب الزكاة على غير المسلم، فهي شرط من شروط الإسلام. كما يسقط عن المرتد عن الدين، كما هو الحال مع سائر أصول ديننا الحنيف.
- البلوغ والعقل. ولا تجب الزكاة على الصبي حتى يبلغ البلوغ ويعرف معنى الزكاة، ولماذا شرعها الله وفرضها على المسلمين. لكن جمهور الفقهاء أوجبوا زكاة الولي على الصبي إذا كان حاضرا.
- القدرة على تنمية المال. فإذا بلغ المال النصاب، وخرجت الزكاة منه، حتى وصل إلى أقل من مقدار الزكاة الواجبة، توقف المسلم عن إخراجه، حتى ينمو المال من جديد، ويتجاوز الحد الذي شرع الله فيه إخراج الزكاة. .
- ملكية المال: لا يجوز للإنسان أن يؤدي الزكاة في أموال الآخرين. بل يزكي المال عما يملكه ملكية خالصة دون وجود شركاء.
مخرجات الزكاة
قال الله تعالى في كتابه العزيز في سورة التوبة الآية رقم 60:
“إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليهم والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله. والله العليم الحكيم“.
وفي إطار فهمنا لمقدار الزكاة التي يجب إخراجها من الذهب والفضة، لا بد من تحديد الجهات التي تجب عليها، وذلك من خلال ما يلي:
- الفقراء والمحتاجين. والفقير هو الذي لا يملك ما يكفي حاجاته الأساسية من كسوة وطعام، وإن كان لديه مصدر لكسب المال، لكنه قليل، ولا يكفي ولا يفي بالمتطلبات الأساسية.
- وأما الفقير فهو الذي ليس له مصدر رزق ولا يستطيع الحصول على طعام أو شراب. وهو من أولى الحالات المستحقة للزكاة.
- والمؤلفة قلوبهم هم غير المسلمين الذين يدعوهم المسلم إلى الإسلام بتعريفهم بأحكام الدين. فيجوز له أن يدفع لهم الزكاة رغبة في أن يألف قلوبهم على ديننا الحنيف.
- العبيد أو العبيد الذين اشتراهم السادة ليعملوا لديهم في الجاهلية. وقد فرض الله الزكاة في ذلك الوقت لتحرير العباد.
- المدينون هم أولئك الذين استدانوا ولا يستطيعون السداد بسبب الفشل المالي.
- في سبيل الله، وهو صرف الزكاة لدعم المجاهدين وتعزيزهم بالمؤن والطعام وما يضمن سلامتهم أثناء المعارك في عصور الغزوات.
- والعاملون عليها هم الذين تطوعوا لجمع الزكاة، حيث رأى العلماء أنهم إذا احتاجوا إلى المال جاز لهم أن يُعطىوا الزكاة للقيام بمهامهم على أكمل وجه.
- وابن السبيل هو من يخرج من بيته ويسافر من بلد إلى بلد بشرط أن يكون مسلما غير معصية.
ويجب على المسلم أن يتعرف على أحكام دينه، ويؤدي الزكاة والصدقات، حتى يطهر الله ماله ويزيده خيرا وحلالا وطيبا.