تضعون علامات استفهام كثيرة على هذا السؤال وتتساءلون ما هو الشيء الذي لا يعلمه الله. يقول أحدهم: لا يجوز أن يقال مثل هذا الكلام عن رب العالمين، فهو الله الذي يعلم كل ما كان، وكل ما يكون، وكل ما سيكون. ولكن هنا نطلب منك أن تمهل وتفكر في السؤال جيداً، فهناك قصة سنتناولها في هذا المقال. سيتم شرح هذا السؤال بطريقة مبسطة لتسهيل فهمه. في البداية سنروي لكم القصة، ومن ثم سنجيب على السؤال بعدة أسئلة تندرج تحت نفس الصياغة.
ما هو الشيء الذي لا يعلمه الله؟
للإجابة أو حل السؤال: ما هو الشيء الذي لا يعلمه الله؟ يجب عليك قراءة القصة لأن فيها عدة إجابات.
ويحكى أنه مر بثلاثة أشخاص يدعون إلى توحيد الله. قوم يعبدون النار والعياذ بالله.
فدعوا الناس إلى عبادة الله الواحد، وترك عباده النار، لكن الناس لم يستجبوا لدعوتهم.
وبعد ذلك جاء جنود الملك وأخذوا الذين يدعون الله وأتوا بهم إلى الملك.
إذ استنكر الملك كلامهم واستدعى الكاهن ليجادل الواعظين ويثبت أن الملك كان على حق في عبادة النار.
فقال الكاهن للوعاظ: سأسألكم عدة أسئلة يجب أن تجيبوا عليها.
فقال له الدعاة: إذا أجبنا على أسئلتك هل تعلن إسلامك؟
قال الكاهن: نعم. انزعج الملك وقال: وكيف هذا أيها الكاهن؟
فقال الكاهن: اطمئن يا مولاي فلن يستطيعوا الإجابة على الأسئلة.
هو قال:
السؤال الأول: ما هو الشيء الذي لا يعلمه الله؟
السؤال الثاني: ما هو الشيء الذي يطلبه الله من عباده؟
السؤال الثالث: ما هو الشيء الذي لا يوجد في خزائن الله؟
السؤال الرابع: ما هو الشيء الذي يملكه البشر دون الله؟
السؤال الخامس: ما هو الشيء الذي حرم الله على نفسه؟
وفي هذه الأثناء كان الدعاة في حيرة من أمرهم وظلوا يفكرون، وفجأة صاح أحد الدعاة: “سأجيب على أسئلتك..؟”
هو قال:
وأما ما لا يعلمه الله فهو شريكه في الملكوت.
قال الله تعالى في سورة الرعد (أفهل هو مسئول عن كل نفس ما كسبت وجعلوا لله شركاء قل أسماؤهم العليا أم تنبئه بما يعلم) لا يعلم في الأرض ذلك واضح من قوله تعالى: بل زين مكرهم للذين كفروا وصدوا عن السبيل ومن يضلل الله فما له من هاد (33).
والله تعالى لا يعلم من له شريك في الملك، فهو الله الواحد الأحد.
وأما الشيء الذي يطلبه الله من عباده فهو القرض.
قال الله تعالى في سورة التغابن (إن تقرضوا الله قرضاً حسناً يضاعفه لكم ويغفر لكم وكان الله شكوراً حليماً (17)).
وأما الشيء الذي لا يوجد في خزائن الله فهو الفقر. سبحانه وتعالى. خزائنه ممتلئة، ينفق منها حيث يشاء.
وأما الشيء الذي هو عند البشر وليس عند الله فهو الزوجة والولد.
وأما الشيء الذي حرم الله على نفسه فهو الظلم.
فبكى القس وقال: نعم والله إنه الدين الحق، فما الطريق إلى دينك؟
وبخه الملك فلم يرد عليه.
فقال له الداعية: قل لا إله إلا الله محمد رسول الله.
فقال الكاهن: لا إله إلا الله محمد رسول الله.
وردد الجميع بصوت واحد: لا إله إلا الله، محمد رسول الله.