ماذا بعد رمضان خطبة مكتوبة

ماذا يحدث بعد رمضان؟ خطبة مكتوبة. فإذا ذاق العبد حلاوة الطاعة في رمضان، وذاق لذة التوجه إلى الله عز وجل في رمضان، فإنه يثابر ويقبل على أن يزود نفسه بالأعمال الصالحة. ومن علامات قبول العبادة المداومة عليها، وعدم الزهد فيها. فبئس القوم الذين لا يعرفون ربهم إلا في رمضان، ثم يهربون من المساجد ويسارعون إلى الابتعاد عن أماكن الطاعة.

واعلموا عباد الله أن حال المؤمن بعد رمضان مثل حاله في رمضان. ويجتهد في دوام الطاعة، والمثابرة على الخير، وتلاوة القرآن. والآن لأنه لم يكن يعبد رمضان، بل كان يعبد رب رمضان، ورب رمضان هو رب الشهور كلها.

الخطبة الأولى: هل قبلت صيامك وصلاتك أم لا

كان الفائزون في رمضان يصومون النهار، ويسجدون بالليل، ويبكون خشوعاً، وعند المغرب والفجر يسبحون، ويستبشرون، ويذكرون، ويستغفرون. لم يتركوا بابًا من أبواب الخير إلا دخلوه، ومع ذلك كانت قلوبهم مليئة بالجلال والخوف، لا يدرون هل سيقبل عملهم. أم لم يتم قبولها، وهل كانت خالصة لوجه الله أم لا؟
وكان السلف الصالح يهتمون بقبول العمل أكثر من العمل نفسه. قال الله تعالى: والذين يؤتون ما آتوا والذين قلوبهم وجلة أن إلى ربهم راجعون.
وهذا من خصائص المؤمنين، أي أنهم يعطون الزكاة والصدقات، ويتقربون بأنواع الخير والبر، ويخافون أن لا يقبل منهم عملهم. . وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: كونوا لقبول العمل أشد اهتماما منكم بالعمل. ألم تسمع كلام الله عز وجل؟ :إن الله لا يقبل إلا من المتقين. فمن منا ينشغل بهذا الهوس سواء بقبول العمل أو رفضه في هذه الأيام، ومن منا في مزاج للدعاء بأن يتقبل الله منه رمضان؟ وكان السلف الصالح يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم شهر رمضان، ثم يدعون الله ستة أشهر. أشهر حتى يتم قبوله منهم. ونسأل الله أن نكون من هؤلاء الفائزين.

الخطبة الثانية بعد رمضان

احذر التكبر والتكبر وألزم نفسك بالخضوع والاستسلام للعزيز الغفور

أيها الأحباب في الله: احذروا الكبر والتكبر بعد رمضان.
ربما قلتم لأنفسكم أن لديكم رصيداً كبيراً من الحسنات.
أو غفرت لكم ذنوبكم ورجعتم كما ولدتكم أمهاتكم.
ويستمر الشيطان في إغوائك، وتلهيك النفس حتى تكثر من الذنوب والمعاصي.
ولعل أنفسكم سيعجبكم ما فعلتم في رمضان، فاحذروا، ثم احذروا من الإشارة إلى الله بالعمل.
لقول الله تعالى: {ولا تتمنوا الجود}.
فلا تكلوا الله ما قدمتم وعملتم. ألم تسمع قول الله تعالى: {وظهر لهم من الله ما لم يتوقعوا}.
فاحذر مفاسد العمل الخفية كالنفاق والرياء والتكبّر.

اللهم لك الحمد أن بلغنا شهر رمضان. اللهم تقبل صيامنا وقيامنا، وأحسن خاتمتنا. اللهم اجبر كسرنا على فراق شهرنا، وأعده علينا أعواما عديدة وأزمنة مديدة، واجعله شاهدا لنا لا علينا. اللهم اجعلنا فيه من عتقائك من النار، واجعلنا فيه من الفائزين المقبولين.

تقبل الله أعمالنا، وغفر لنا، وجعلنا من عباده الصالحين يوم القيامة.

‫0 تعليق

اترك تعليقاً