شرح قصيدة محمود درويش هذا البحر لي. تعتبر قصيدة هذا البحر لي من أهم الأعمال والألحان التي قدمها لنا الشاعر الفلسطيني الشهير محمود درويش، حيث يعبر الشاعر عن وحدته وانتمائه الشخصي للبحر، وأنه يعود إليه كلما شعر متعب حيث يجد الشاعر الاستقرار والسلام. وفي حضن البحر الواسع تتغنى بأبيات شعرية عن البحر بأجمل الكلمات المؤثرة التي تصف المشاعر المختلفة بداخله. وفي مقالنا اليوم سنتعرف على قصيدة هذا البحر لي وشرحها وغيرها من المعلومات المهمة.
محتويات المقالة
قصيدة محمود درويش هذا البحر لي كاملة
هذا البحر لي
وأنا وطنه
في زمن كنا نحلم فيه
نحن نسير على الشواطئ ونرش الماء
أوراق الورد والياسمين
لكن الأحلام الآن تتركنا
تحمل الأمواج معها في القوارب
يبقى البحر كالصحراء
ليس فيه إلا الحزن
في الليل، البحر يستحم بالنجوم
ويزينها بألوان الزمرد والياقوت
وفي النهار تحتضن الشمس
ويجعلها عروس الجمال والنبل
أنا والبحر شريكان في الوحدة
أمشي على شاطئه دون توقف
وأعود إليها كلما شعرت بالتعب
يحتضنني بين ذراعيه الواسعتين
هذا البحر لي
وأنا وطنه.
شرح قصيدة محمود درويش هذا البحر لي
تعبر قصيدة “هذا البحر لي” للشاعر الفلسطيني محمود درويش عن العلاقة الوطيدة بين الشاعر والبحر، وتعبر عن الوحدة والانتماء الشخصي. يفتتح الشاعر القصيدة بإعلان أن هذا البحر له، وأنه يعتبره وطنه، مما يوحي بوجود علاقة حميمة جداً بين الشاعر والمكان المائي الطبيعي الفسيح، ثم يعبر الشاعر عن زمن مضى كانت فيه الأحلام قريبة، وكان يمشي على الشواطئ وينثر الزهور على الرمال، أما الآن فهو يعيش زمناً حزيناً ومظلماً، حيث ترحل الأحلام، ويبقى الحزن. غير أن الشاعر يبين أن البحر لا يزال يحتضن الأشياء الجميلة والرائعة، وهو يغمر النجوم ليلا ويجعل الشمس عريس الجمال نهارا، مما يعكس تواصل الطبيعة مع كل ما هو جميل ومشرق، بينما يعاني الإنسان.
الشاعر محمود درويش
محمود درويش (1941-2008) شاعر فلسطيني من مدينة حيفا. ويعتبر من أهم الشعراء العرب في القرن العشرين. ولد درويش في القدس، وعاش في فلسطين، ولبنان، وتركيا، وفرنسا، ومصر، والولايات المتحدة الأمريكية. ويعتبر درويش من أهم شعراء الحركة الشعرية الحديثة في الوطن. اشتهر بأسلوبه الشعري الذي يعتمد على استخدام اللغة العامية والتلميحات والرموز. وهو ينتمي إلى الجيل الذي نشأ في ظل حركة التحرر الوطني في فلسطين والعالم العربي. تأثر درويش بالعديد من الشعراء والأدباء العرب والغربيين، وكان له تأثير كبير على الثقافة والشعر العربي، حيث كتب قصائد تعبر عن مشاعر الحب والأمل والانتماء والهجرة والشتات والمقاومة. وتميزت قصائده بعمقها وإحساسها وأسلوبها الشعري الفريد. وهي تشمل بعض قصائد درويش الأكثر شهرة، “رسالة إلى الأمين”، “أرض الطوفان”، “لا تحزن”، “في غابة الفراشات”، و”سلام على من يشتاق”. «هذا البحر لي»، «حبيبتي قد يكون غدًا»، «أمي»، «لا تحلم بعد اليوم» وغيرها. حصل درويش على العديد من الجوائز والتكريمات طوال حياته، منها جائزة الشارقة للإبداع العربي، وجائزة السلام الألمانية، وجائزة إدوارد سعيد للفنون والثقافة.
تعبر قصيدة “هذا البحر لي” عن العلاقة الحميمة والوثيقة بين الإنسان والطبيعة، وكيف يمكن أن تكون الطبيعة ملجأ للإنسان في الأوقات الصعبة. وتعتبر هذه القصيدة من أشهر قصائد درويش التي تعبر عن روحانية وعمق الشعر العربي المعاصر.