تجربتي مع دعاء ربي إني مغلوب فانتصر

تجربتي مع دعاء ربي أني مغلوب فانتصر، مليئة بالتفاصيل التي مهما حاولت وصفها لن أتمكن من تلخيص الشعور في بضع كلمات. إن الشعور بالظلم من أقسى وأصعب المشاعر التي تصيب قلب الإنسان، وكأنه يمزقه إرباً. وهذا بالفعل ما شعرت به، ولم يكن رفيقي إلا هذا الدعاء، ولذلك قررت أن أقدم لكم من خلال تجربتي مع الدعاء أنني مغلوب، فأنا منتصر.

متى ينصر الله المظلومين في الدنيا؟ في الوقت الذي يراه مناسباً بحكمته وعلمه
دعاء المظلوم في جوف الليل فنصف الليل من أكثر الأوقات رجاءً لإجابة الدعاء إن شاء الله

تجربتي مع الدعاء لربي أني مغلوب فانتصر

في أحد الأيام، منذ سنوات عديدة، أتذكر أنني أجريت محادثة مع شخص ما حول موضوع الظلم. وبعد فترة طويلة، عرض كل منا رأيه مطولاً، واختتمت هذا الحديث بعبارة “بالنسبة لي أتحمل أن أكون مظلوماً ولا أكون ظالماً”.

ولم أكن أعلم أنه ستمر أيام وسنوات وستأتي اللحظة التي أكون فيها في قلب الظلم الواضح وأرى أنني لا أستطيع تحمله كما زعمت من قبل، ولا أعرف حقًا كيف حدث ذلك.

بل مازلت في حالة من عدم الفهم أن الذين ظلموني كانوا قريبين جدًا مني، ولكني هونت عليهم. بل كانت نفوسهم هي التي كانت على استعداد للوقوف أمام الله ظلمًا، ودعائي إلى ربي بأني مغلوب سيكون منتصرًا.

مراراً ودعا ربه أني مغلوب فانتصر

بدأت بالدعاء لربي أن يغلبني فينتصر. قبل عدة سنوات، عندما تعرضت للظلم من أحد الأشخاص المقربين لي. دخلنا بيوت بعضنا، أكلنا وشربنا معًا، وزادت ضحكاتنا، ومسح كل منا دموع الآخر ونحن حزينون، متقاربون. ظننت يومًا أنه إذا حدث لي مكروه سأجدهم بجانبي، ولم أكن أعلم أنهم الشيء السيئ الذي كنت أنتظره.

بسبب نزاع بسيط كان يمكن حله بعدة طرق بنفس البساطة، فجأة وجدت حقوقي تُسلب، وقيل عني أشياء سيئة ونكران العشر سنوات الطويلة بيننا، والعديد من الصواعق التي سقطت على قلبي، مما أدى إلى سقوطه بالدم.

حسبي الله ونعم الوكيل ربي. أنا مهزوم، لذلك سأنتصر

ولم أجد لنفسي مفرًا من هذه التجارب والمظالم التي تعرضت لها إلا ربي. ركضتُ إليه هاربًا. لقد دعوته مرات عديدة أن يعلم هو وحده أنني مظلوم من كل ما نسب إلي. صليت ودعوت في سجودي حتى أحسست أن قلبي يكاد ينتزع، وكثيرًا ما كنت أردد: حسبي الله ونعم الوكيل.

التقطت مصحفاً وكان ما رأيته سبباً مع دعاء ربي للهزيمة والنصر. فلما هممت بقراءة سورة القمر حتى وصلت إلى هذه الآية: “فدعا ربه أني مغلوب فانتصر”. [القمر: 10].

ولا أدري لماذا أحسست أن هذه رسالة لي، أن فرج كربتي سيكون في هذا الدعاء، خاصة بعد أن أتممت قراءة الآية {ففتحنا أبواب السماء بماءٍ صبّ}. [القمر: 11]نعم الفتح الحقيقي سيكون هنا إن شاء الله.

أسرار ربي: أنا مغلوب فانصر

ظللت أكرر ذلك بكل مشاعري ودموعي تتدفق. ربي إني مغلوب فانتصر. ربي افتح لي أبواب نصرك من حيث لا أعلم. ومرت أيام وأسابيع كثيرة ولم يتوقف لساني عن الترديد بهذا الدعاء في كل وقت.

مع كل يوم يزداد اليقين في قلبي بأن ربي سيعينني، فليس لي من معين غيره، وكان؛ في أحد الأيام، كنت جالسًا في منزلي في حالة لا يعلمها إلا الله، أردد الصلاة، فوجدت أحد أفراد عائلتي جاء ليخبرني أن الأشخاص الذين ظلموني وافتروا عليّ زورا قد نالوا انتقام الله.

ولا أريد أن أذكر تفاصيل ما حدث لهم حتى لا يظن من يقرأ كلامي هذا أن الحق يرجع بهذه الطريقة وحده، بالإضافة إلى احتمال ألا يرى البعض أن ذلك ليس انتقاماً في المقام الأول، ولكني أيقنت أن حقي قد عاد بالفعل وفي قلبي شعور مدفون.

ورغم أنني لم أسترد حقوقي المالية منهم إلا أن الله أعانني على الجبر العظيم. ويكفيني أنه أعاد لي كرامتي بأن جعل الجميع يعلمون أنني مظلوم. ويكفيني أن أحداً جاء يستغفرني، آملاً أن أتأسف على كل ما فعله بي، وكانت هذه قصتي مع دعاء ربي أني… مغلوباً منتصراً.

الظلم من أقوى وأعظم التجارب التي قد يتعرض لها الإنسان. حيث يقف أمامها في حالة صدمة لا يستطيع فيها الحركة، وبالإضافة إلى ضرورة الأخذ بالأسباب لدفع هذا الظلم، فلن ينفعه إلا الدعاء واللجوء إلى الله، وهذا ما بينته لك من خلال تجربتي.

‫0 تعليق

اترك تعليقاً