تجربتي مع دعاء السعادة في الحياة، وجدت فيها كل الخير الذي لم أحلم به من قبل. لم يخطر في بالي أبدًا أن سر نجاتي وراحتي وتحقيق ما أتمنى هو في الدعاء. نعم، أدرك أنها عبادة عظيمة يحبها الله، ولكني اكتشفت أنني كنت مهملاً إلى حد كبير في جوانب أخرى من تلك العبادة، وأردت أن أشارككم تجربتي مع الدعاء من أجل السعادة.
دعاء للسعادة وراحة البال | اللهمّ أسعد قلبي برضاك عنه وارزقني راحة بال تطمئن بها روحي |
دعاء السعادة والرزق | ربي ارزقني السعادة ورزقني من حيث لم أتوقع وأكرمني بفضلك الواسع |
محتويات المقالة
تجربتي مع الصلاة من أجل السعادة في الحياة
لقد صليت دائمًا إلى الله من أجل أشياء كثيرة؛ أتمنى أن يمنحني الصحة والمال والعمل والزوج والعديد من الأمنيات الأخرى التي لا تنضب. الحمد لله الذي لا تنفد خزائنه، ولا يمل من عباده. ولا أذكر مرة توسلت فيها إلى ربي بالدعاء إلا أجبرني.
وهذا الجبر، الذي أدركته فيما بعد، لا يشترط أن يأتي على شكل استجابة حرفية لدعائي. بل هناك تفاصيل كثيرة لا تراها عيني، ولا يستوعبها عقلي، أو يشعر بها قلبي، لكن الله يعلمها وعلى أساسها يجيب الدعاء، وهنا كانت تجربتي مع دعاء السعادة في الحياة .
تجربتي مع الدعاء المستجاب
جئتكم اليوم لأخبركم عن أمر من الأشياء التي لم أفكر يوماً في الدعاء لها، ولا أعرف حقاً السبب. ربما لأنني ظننت أنه ليس من حقي أن أدعو للسعادة، أو ربما لأنني ظننت أن الدنيا دار بلاء، فكيف تكون هناك سعادة وغيرها من الأسباب التي منعتني من هذا الدعاء العظيم؟
كان ذلك قبل أن يهديني الله ويسخر مني أحد المشايخ الذي سمعته يقول في إحدى حلقات برنامجه التلفزيونية إنه ينبغي للمؤمن ألا يكون له سقف في الدعاء، بل يدعو بما يريد واعلم أن والذي يدعوه هو ربه الكريم الغني.
وأضاف الشيخ قائلا فيما معناه أن التأدب مع الله في الدعاء شيء والعفة في الدعاء شيء آخر. فالأولى تعظيم قدرة الله عز وجل. أختار كلماتي عندما أصلي، ولا أتعدى بكلام لا يليق بذاته الإلهية، وليس هناك اعتراض أو استياء أو -العياذ بالله- أمر في دعائي.
أما الامتناع عن الدعاء فهو أن يكون دعائي بسيطاً، مثل أن أقول: “يا رب ارزقني 10 جنيهات”، مع أنني أستطيع أن أدعو “يا رب ارزقني 10 ملايين حسنة”. واختتم الشيخ كلمته بنصحنا ألا ننسى الدعاء بالسعادة لأنفسنا ولأهلنا.
الدعاء قبل صلاة الفجر بنصف ساعة
وفي الحقيقة كلام الشيخ بمثابة منارات فتح الله من خلالها على قلبي وروحي طرقاً كثيرة لم أكن أعرفها أو أدركها من قبل، ومنذ ذلك الحين قررت أن أبدأ بالدعاء من أجل السعادة في الحياة.
بدأت أدعو الله في كل وقت أن يمنحني السعادة بكل العبارات الممكنة، مثل؛ اللهمّ أسعد قلبي. اللهم ارزقني السعادة من حيث لا أعلم ولا أتوقعها. اللهم يسر لي أسباب السعادة برحمتك. اللهم اجعلني وأهلي من السعداء في الدارين، وأكثر من ذلك بكثير.
وطبعاً كنت أشدّ هذا الدعاء في أوقات الصلاة، ولكن كان هناك وقت هو الأقرب إلى قلبي وكان لساني يردده بالدعاء، وهو؛ قبل صلاة الفجر بنصف ساعة أو أقل مثلا. وكنت أخصص ذلك الوقت للصلاة من أجل كل ما أريد، بما في ذلك السعادة، مع قراءة القرآن والدعاء.
تجربتي مع الصلاة مع اليقين
قبل أن أخبركم بنتيجة دعاء السعادة في الحياة، أريد أن أخبركم بشيء مهم جداً. ومن وجهة نظري هو سر استجابة الدعاء بأمر الله. وهو اليقين حيث الإيمان الحقيقي بالله في القلب، والثقة التي لا تنتهي بأنه السميع والقريب المجيب، وأن الإجابة عليه يسيرة.
اليقين بالنسبة لي هو جوهر حسن الظن بالله عز وجل، وأقسم لك أنني رأيت بوضوح حسن ظني به، وسبحانه منحني السعادة التي اختارها لي وكانت أعظم خير. اختار لي ربي طريق الرضا حتى أكون سعيدا.
أصبحت راضيًا بالظروف، وكأنه نزع من قلبي كل ذرة سخط أو اعتراض مهما كانت مخفية، واستبدلها بحديقة الرضا عنه، والإيمان بأن ما حدث كان خيرًا، حتى لو فاتني. شيء قد أشعر بالحزن قليلاً، كما هو الحال في الطبيعة البشرية، إلا أنني أتذكر أن الله قد قدره، والله وحده يكفي. معها.
كانت هذه ثمرة دعائي للسعادة التي وجدتها، وبالتأكيد لكل منا طريق مختلف لا يعلمه إلا الله، لذا أدعوكم إلى ألا تملوا من السعي إليه، وأن لا تفكروا بربك إلا خيرا، واليقين بأنه على كل شيء قدير.
يعتقد الكثير من الناس أن السعادة شيء غير موجود في هذا العالم لأنها مكان ابتلاء، وأنه ليس من حقهم أن يبحثوا عنها ولو عن طريق الدعاء، وهكذا كنت قبل أن يرشدني الله إلى الطريق من الدعاء كما قلت لكم عن تجربتي.