الفرق بين النظام الرأسمالي والاشتراكي

ما الفرق بين النظام الرأسمالي والاشتراكي؟ وما هي الأسس الاقتصادية التي بني عليها النظامان؟ واجهت الدول العديد من المشاكل الاقتصادية، لذلك كانت هناك حاجة إلى ابتكار أنظمة اقتصادية ذات معتقدات وقيم وأهداف مختلفة، ومن أشهرها النظام الرأسمالي والنظام الاشتراكي.

فإذا علمنا أن هدف أي نظام اقتصادي هو حل المشاكل الاقتصادية، فإن الفرق بين النظامين الرأسمالي والاشتراكي يتضاءل أمامنا. ولكن إذا نظرنا إلى الفرق في الركائز التي يقوم عليها كل نظام سنجد أن الفرق واضح، وهذا ما سنشير إليه من خلال موقعنا.

الفرق بين النظام الرأسمالي والاشتراكي

النظام الاقتصادي بشكل عام هو النظام الذي يهتم بالوسائل المستخدمة لتوزيع وتوظيف الموارد والسلع والخدمات في البلاد، كما يعمل على تحقيق التوازن بين الصادرات والواردات، أملاً في حل المشاكل الاقتصادية.

ويتجلى الفرق بين النظامين الرأسمالي والاشتراكي في أن الأخير نظام سياسي واقتصادي في آن واحد، وإن كانت الاختلافات بينهما تشمل جوانب أخرى تحتاج إلى مزيد من التوضيح، سنشير إليها في الفقرات التالية.

أولاً: النظام الرأسمالي

جاءت الرأسمالية بعد انهيار النظام الإقطاعي، لكن العوامل التي تسببت في انهيار الإقطاع هي نفس العوامل التي أحدثت التغيير في الهياكل الاجتماعية لتأسيس النظام الرأسمالي، فهو من أقدم الأنظمة التي قامت عليها العديد من الأنظمة الاقتصادية يتبع حتى الآن.

تقوم الرأسمالية كنظام اقتصادي على مبدأ حق الأفراد في امتلاك وسائل الإنتاج، من أجل تحقيق العوائد المادية والثروة، في جو من عدم التدخل في القوانين الطبيعية التي تحكم الأفراد والدول في المعاملات.

عوامل ظهور النظام الاقتصادي الرأسمالي

لقد نشأ النظام الرأسمالي نتيجة عدة عوامل هيأت لاستقباله وترسيخه. هذه العوامل هي:

1 تراكم رأس المال

وأدى انتعاش التجارة في هذا الوقت إلى تدهور الثروة، ولم يكن ذلك بسبب عوامل الرخاء فقط، بل كان هناك التلاعب والمضاربة والربا، مما أدى إلى وفرة في رأس المال.

وأدت هذه الوفرة بدورها إلى زيادة الاستثمارات لتمويل المشاريع الكبيرة. وتوسع السوق المحلي وأصبح هناك تخصص أكبر في العمل، مما أدى إلى زيادة حجم التجارة العالمية.

وتحولت مشكلة نقص الإنتاج التي كانت سائدة قبل الرأسمالية إلى مشكلة استهلاك ظهرت بسبب وفرة الإنتاج.

2التحرر السياسي

قد نتساءل كيف انتشر النظام الرأسمالي بهذه السرعة في العديد من البلدان. ويرجع ذلك إلى انتشار الأفكار الأوروبية الحديثة بعد انتهاء العصر المظلم، ولذلك ظهرت الدعوة إلى الحرية والتحرر على كافة الأصعدة. ولا شك أن هذا الأمر كان سبباً، بشكل أو بآخر، في ظهور الطبقة القيمية المنظمة. مما جعلها منتشرة قديما في كافة المجتمعات.

وكان لهذه الطبقة كل الأثر في إقناع المستهلكين بالسلع الجديدة، وكان الهدف هو تحقيق أرباح غير محدودة، وهذا بدوره أدى إلى انتشار الرأسمالية. بل إنه يعتبر من أهم ما ورد في الفرق بين النظامين الرأسمالي والاشتراكي من حيث ظهورهما وازدهارهما.

إلا أن الأفكار السياسية الحديثة التي انتشرت في أوروبا أدت بدورها إلى إعادة توزيع الثروة، وحدث ما يمكن اعتباره نوعاً من العدالة في توزيع الملكية، بحيث تكون هناك فرصة للملاك الذين يرغبون في تحقيق الأداء الأمثل. استخدام الأراضي.

3انتشار الأفكار الحديثة

ومن ناحية أخرى، لا ينبغي أن ننكر ظهور بعض العلماء، مثل نيوتن وجاليليو، في القرنين السابع عشر والثامن عشر، ودورهم في ترجمة الأفكار العلمية الحديثة إلى اختراعات على أرض الواقع أفادت البشرية.

لكن الثروة الصناعية بدورها أحدثت تغيراً ملحوظاً، حيث تم استخدام الآلات والمعدات الحديثة كبديل للحيوانات أو العمل اليدوي. ثم بدأ العالم يشهد إنتاجاً نموذجياً، وازدادت قدرة السوق حتى أصبح قادراً على استيعاب كمية الإنتاج، وأصبح هناك ما يسمى بالمشروع الصناعي.

لقد ارتبط النظام الرأسمالي بالمشروع الصناعي إلى حد كبير، وما نعنيه هنا هو استخدام الآلات والاعتماد عليها كوسيلة فريدة لتحقيق الإنتاجية لتراكم أكبر لرأس المال وتحقيق الثروة والعوائد المجزية.

ومن الجدير بالذكر أن النظرة في ذلك الوقت تحولت إلى العمليات الربوية كنوع من المشاركة بالربا. إلا أن ذلك مهد فيما بعد الطريق أمام الإقراض واعتبر ذا أهمية كبيرة في إدارة عجلة النمو الاقتصادي. أصبح لمفهوم سعر الفائدة تأثير كبير على تطور النظام الرأسمالي. الحديث.

4زيادة النمو السكاني

وكانت هذه الزيادة من أهم ما أدى إلى اختفاء الإقطاع، حيث أن زيادة السكان صاحبها زيادة في الطلب، خاصة على السلع الغذائية الأكثر استهلاكا، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار والتضخم، لذا الأمر التحول من الاكتفاء الذاتي في الزراعة إلى الزراعة الرأسمالية التجارية التي فرضها النظام الرأسمالي.

ورافق ذلك أيضاً سهولة التبادل التجاري وتسهيل العمليات التجارية، إذ تم الاعتماد على النقود المعدنية بدلاً من النقود السلعية، أي أن التبادل أصبح باستخدام الذهب والفضة للشراء، وليس بمبادلة سلعة بأخرى.

خصائص النظام الرأسمالي

من الجوانب المهمة التي توضح الفرق بين النظام الرأسمالي والنظام الاشتراكي، الخصائص التي يتمتع بها كل نظام اقتصادي والخصائص التي تتبعه والتي يرتبط نموها بها، ومن تلك الخصائص ما يلي:

1 ملكية فردية

وما يعنيه النظام الرأسمالي هو الحفاظ على ثروات الأفراد. ولكل فرد الحق في التصرف في ممتلكاته بالبيع أو النقل وغيرها من حقوق الملكية. ولذلك فإن الرأسمالية تقدس فكرة الملكية الفردية وتوفر كافة الوسائل لحمايتها، فهي ركيزة أساسية في النظام الرأسمالي.

ونجد أن الملكية الفردية تهتم بتحديد متخذ القرار وكيفية استغلال الربح. كما يعتبر محركاً هاماً لتراكم الثروة والادخار ومن ثم زيادة الاستثمار. ويعتبر من الحقوق الطبيعية للفرد التي أتاحته له الرأسمالية بعد هدر هذا الحق.

لذلك، في النظام الاقتصادي الرأسمالي، كانت هناك حرية مطلقة في الملكية وممارسة الأنشطة الاقتصادية دون قيود حكومية أو تدخلات خارجية. وكان دور الحكومات فقط هو إصدار التشريعات، وفرض الضرائب، والقيام ببعض المشاريع، والعمل على منع أي احتكار.

ولكن يمكن أن نذكر أنه لا يجوز تقديس الملكية الخاصة الفردية إلى هذا الحد، فهناك أشياء ليس من حق أحد أن يملكها، بل هي ملكية عامة للجميع، ولا يجوز الاعتراف بالملكية الخاصة. بالقدر الذي يجعل الفرد يتصرف في حقوقه بالطريقة التي يريدها، والتي يحقق بها مصالحه الفردية، أي أن الملكية الخاصة لا ينبغي أن تكون مطلقة، بل يجب أن تكون في حدود الآخرين وفي إطار القانون.

2الربح في النظام الرأسمالي

وهو الدافع وراء زيادة الإنتاج، وهو نتاج الرغبة في تحقيق المصلحة الشخصية لكل فرد، والربح هو العائد على المخاطرة وما يبقى بعد إلغاء الالتزامات، وهو الفرق بين الإيرادات والتكاليف النهائية.

ولذلك يسعى الرأسماليون إلى تعظيم هذا الفارق من خلال اختيار النشاط الاقتصادي المناسب، الذي ينتج أقصى دخل قومي ممكن من خلال الاستغلال الأمثل لجميع الموارد الاقتصادية، وهنا تزداد ربحية الفرد نتيجة زيادة ربحية المجتمع.

3المنافسة في النظام الرأسمالي

تتم المنافسة بسبب الرغبة في الحصول على أفضل الظروف للبضائع. يسعى كل بائع إلى امتلاك السوق من خلال تحقيق شروط المنافسة الكاملة. وهذا يصب في مصلحة المستهلك، وإن كان من أهم الشروط التي تحققت هو وجود عدد كبير من البائعين والمستهلكين في السوق المحلية.

ونشير هنا إلى أن أهم ما يحدد الفرق بين النظام الرأسمالي والنظام الاشتراكي يتعلق بعدم تدخل السلطات العامة في ظروف السوق في النظام الرأسمالي.

إلا أن الأسعار يتم تحديدها دون تدخل حكومي، حيث يتم تحديدها حسب رغبة وقدرة البائع والمستهلك. وهذا هو التوفيق بين الموارد الاقتصادية المتاحة واحتياجات المستهلكين، أي أن هذه الأسعار هي حلقة الوصل بين المستهلكين والمنتجين، وهذا ما يسمى بالتوازن بين قوى العرض والطلب.

انتقادات للنظام الرأسمالي

اتبعت الدول المتقدمة النظام الرأسمالي منذ ما يقرب من 150 عاما، حيث اعتمد على ركائز أساسية، منها عدم وجود تعارض بين المصلحة الفردية والمصلحة الجماعية. اعتادت الرأسمالية أن ترفع شعار “دعه يمر.. دعه يمر” والذي يعني حرية العمل، وأيضا حرية التجارة داخل البلاد وخارجها، انطلاقا من سيادة مفهوم الحرية بكافة جوانبها على الإطلاق. المستويات.

قامت الرأسمالية على فكرة اليد الخفية، الفكرة التي تؤكد أن الفرد في سعيه لتحقيق مصلحته الفردية يحقق الصالح العام، مما يعني أن المصلحة العامة ليست سوى مجموع المصالح الفردية. .

‫0 تعليق

اترك تعليقاً