الذكاء العاطفي في العمل

الذكاء العاطفي في العمل له العديد من المعايير التي تحدد نجاحه وتقدمه، وتحدد طبيعة علاقتك ببيئة العمل المحيطة. يجب أن تمتلك أو تكتسب بعض المهارات لتحقيق الذكاء العاطفي في مجالك، وهذا ما سيخبرنا عنه موقعنا.

الذكاء العاطفي في العمل

إن التطور والتقدم الذي يحدث في الوقت الحاضر له أبعاد مختلفة عن ذي قبل، وتزايد الاهتمام بمختلف المعايير التي تحدد النجاح في العمل، ومن بينها الذكاء العاطفي.

يعد الذكاء العاطفي من المواضيع التي جذبت الاهتمام في علم النفس، فهو من أهم مميزات لغة الجسد، وهي قدرة الشخص على فهم وإدراك وإدارة العواطف المختلفة بشكل إيجابي، خاصة في مجال العمل.

أصبح الذكاء العاطفي جزءاً لا يتجزأ من متطلبات العمل، وخاصة العمل الجماعي، حيث أثبت فعاليته في زيادة القدرة الإنتاجية، وأن من يتمتع بجودة الذكاء العاطفي قادر على أداء العمل بشكل أفضل وزيادة الدافعية والوعي والقدرة على العمل. العمل معًا للنهوض بالشركة ككل.

وعلى عكس ما كان يحدث من قبل، فإن الادعاء بأن الذكاء العاطفي يضعف الإنتاجية ويقلل من كفاءة العمل، فقد أكدت الأبحاث والدراسات النفسية نفي ذلك. بل على العكس من ذلك، فمن مصلحة رؤساء الشركات توظيف الأشخاص الذين يمتلكون صفة الذكاء العاطفي في العمل.

وقد تم تعريف الذكاء العاطفي مؤخراً من قبل العلماء بيتر سالوفي وجون د. ماير على أنه قدرة الفرد على التعرف على المشاعر المختلفة في نفسه ومع الآخرين وتحليلها وفهمها، والقدرة على الاستفادة منها في اتخاذ القرارات السليمة وحل المشكلات والتواصل مع الآخرين. .

أهمية الذكاء العاطفي في العمل

في كتابه عن الذكاء العاطفي، طرح دانييل جولمان سؤالاً مهماً للغاية “لماذا يمكن أن يكون الذكاء العاطفي أكثر أهمية من الذكاء المعرفي” ومن هذا السؤال أوضح دانيال أهمية الذكاء العاطفي في بيئة العمل.

  • الذكاء العاطفي هو الأهم للنجاح في الحياة على المستوى الشخصي والمهني أيضًا.
  • انتشر مفهوم الذكاء العاطفي وأهميته بين أصحاب الأعمال ولفت انتباه مديري الموارد البشرية بشكل خاص، حيث إنه خاص بالتوظيف وإدارة الشركات وتحليل السمات الشخصية للموظف قبل البدء في العمل.
  • يلعب الذكاء العاطفي للموظفين دوراً مهماً في تفاعلاتهم في العمل ومع الآخرين، ويرى الباحثون أنه يمكنهم من السيطرة على ضغوط العمل، والقدرة على حل المشكلات بشكل أفضل، وتحسين الأداء الوظيفي بشكل عام.
  • بالإضافة إلى ذلك، أثبتت الدراسات أن الموظفين الذين يمتلكون الذكاء العاطفي لديهم القدرة على قيادة وإدارة أمور العمل بشكل جيد.
  • وربطت بعض الأبحاث الأخرى بين الذكاء العاطفي والرضا الوظيفي والأداء العام للموظفين، مما يحسن كفاءة القدرة الإنتاجية للعمل.
  • وأوضح العالم دانييل جولمان أهمية الربط بين الذكاء المعرفي والذكاء العاطفي، وأكد أن من يمتلك القدرة على النجاح في القيادة من خلال الذكاء المعرفي غالباً ما يمتلك صفة الذكاء العاطفي إلى حد كبير لإدارة تلك القيادة بشكل صحيح.
  • وتكمن أهمية الذكاء العاطفي في أنه لا يقتصر على رؤساء الشركات ومديريها فقط، بل يشمل أيضاً كافة المستويات المهنية التي يمارس فيها الموظف دوراً قيادياً، مثل: الطالب الجامعي الذي يبحث عن تدريب داخلي في شركة ما، أو الموظف الذي يمارس دورا قياديا في وظيفته.
  • الذكاء العاطفي في العمل ضرورة للنجاح والارتقاء إلى مرتبة عالية في السلم الوظيفي، لذا يجب أن تتعلم كيفية تطوير هذه السمة أو اكتسابها.

أهم عناصر الذكاء العاطفي

تم التعرف على عناصر أو أبعاد الذكاء العاطفي، والتي من خلالها يمكن اكتشاف تفاعل العمليات المعرفية والعواطف المشتركة والمحيطة وتأثيرها على طريقة تفكير الناس وردود أفعالهم المختلفة تجاه ذلك.

  • أبعاد الإدراك.
  • قدرة تحليلية.
  • طريقة الفهم.
  • الإدارة، وتعني إدارة العواطف لتوجيهها بشكل صحيح.

ومن هذه الأبعاد يمكن تحديد العلاقة بين الذكاء والعاطفة، وهو ما اتفق عليه الباحثون مؤخراً.

مكونات الذكاء العاطفي

هناك بعض مكونات الذكاء العاطفي، والتي طورها علماء النفس بعد العديد من الأبحاث والدراسات حول هذه الخاصية المهمة.

  • القدرة على الوعي الذاتي.
  • القدرة على التنظيم الذاتي.
  • اكتساب المهارات الاجتماعية.
  • الشعور بالتعاطف.
  • القدرة على التحفيز.

كيفية تنمية الذكاء العاطفي

هناك الكثير من الأشخاص يمتلكون صفة الذكاء العاطفي بالفطرة، إلا أن البعض لا يمتلك هذه الصفة المميزة، بل يمكنهم اكتساب وتطوير القدرة على تحسين سماتهم الشخصية في فهم العواطف والتواصل مع الآخرين.

يعتمد تطوير المهارات العاطفية على الفهم والإدراك والعمل الجماعي، خاصة في مجال العمل، للتمكن من اتخاذ قرارات العمل وتكوين العلاقات الاجتماعية.

إن تنمية الذكاء العاطفي تأتي من عدة عوامل أهمها تربية الفرد والعوامل الشخصية التي لها دور أساسي في تنمية الذكاء العاطفي. يمكنك اكتساب هذه المهارة من خلال ممارسة هذه السمة واكتسابها أو تطويرها بجدية.

هناك بعض الدراسات التي أجريت في علم النفس حول موضوع الذكاء العاطفي في بيئة العمل عام 2011، أثبتت أن المشاركين الذين تم تدريبهم على المهارات والكفايات الأساسية تمكنوا من تحسين قدرتهم البدنية ورفاههم وسلامتهم العقلية أيضاً، وتكوين علاقات اجتماعية أفضل.

ولم يقتصر الأمر على تحسين الذكاء العاطفي فقط، بل أدى هذا التدريب أيضًا إلى خفض مستوى هرمون التوتر المعروف بالكورتيزول، وهذا يمكنك من التغلب على الضغوط والصراعات المحتملة في بيئة العمل.

بعد استطلاع آراء العديد من مديري التوظيف، أشار حوالي 75% من المشاركين إلى أنهم يقدرون الذكاء العاطفي أكثر من معدل الذكاء المعرفي للموظفين.

علامات الذكاء العاطفي العالي في العمل

هناك بعض علامات الذكاء العاطفي في مكان العمل والتي أكدها علماء النفس والموارد البشرية.

  • القدرة على اتخاذ القرارات الأفضل وحل مشاكل العمل المختلفة.
  • قدرة المديرين على حل النزاعات بين الموظفين.
  • الاهتمام بالنقد البناء بين الموظفين وتقبل الآراء والآراء الأخرى.
  • هناك نسبة كبيرة من التعاطف بين المديرين والموظفين وبين الموظفين وبعضهم البعض.
  • الشغف والحماس في مجال العمل لتحقيق المزيد من النجاح.
  • القدرة على الحفاظ على الهدوء وضبط النفس عند التعرض للضغط.

علامات انخفاض الذكاء العاطفي في العمل

ومن خلال علامات انخفاض الذكاء العاطفي، تمكن الباحثون من التأكد من أهمية هذه السمة في بيئة العمل.

  • انخفاض الذكاء العاطفي يؤدي إلى لعب دور الضحية وعدم تحمل المسؤولية في العمل.
  • ضعف التواصل بين الآخرين في مجال العمل، وقد يؤدي إلى العدوان.
  • عدم القدرة على العمل بشكل جماعي أكثر والانتماء إلى العمل الفردي.
  • – قلة الشغف والرغبة في التقدم والنجاح والتقدم الوظيفي.
  • رفض آراء الآخرين وعدم الاستماع لشكاوى الموظفين.
  • عدم القدرة على العمل تحت الضغط ومواجهة المشاكل.

يعد الذكاء العاطفي في العمل من أهم الأساسيات التي يجب مراعاتها، لتطوير مجالات العمل المختلفة، وتحسين الأداء الوظيفي، وتنمية حب العمل والنجاح فيه.

‫0 تعليق

اترك تعليقاً