وسيظل الغزو الروسي لأوكرانيا محور التركيز الرئيسي، حيث يراقب التجار والمستثمرون بحذر بيانات وتقارير التضخم الصادرة حديثًا وارتفاع أسعار تداول النفط الخام في الأسابيع المقبلة. وشهدت سوق الأسهم الأمريكية تداولات متقلبة، حيث انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 1.3% الأسبوع الماضي، بينما خسر مؤشر ناسداك 2.8%. في حين ارتفعت أسعار النفط الخام بأكثر من 20% وسط صعود مجموعة كبيرة أخرى من السلع وسط تنامي المخاوف بشأن سياسة العرض والطلب.
وتحول المستثمرون من الأفراد والشركات إلى سندات الأمان والملاذ الآمن، مما أدى إلى ارتفاع عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات بنسبة 1.72% في بداية مارس. كما ارتفع مؤشر الدولار ليصل إلى 2% بداية الشهر الجاري. من ناحية أخرى، ارتفعت أسعار الذهب بنسبة 1% ليصل سعرها إلى 1954.5 دولار أمريكي، كما ارتفعت أيضاً بنسبة 3.5% تقريباً خلال بداية الشهر الجاري. وارتفعت عقود الذهب الأمريكية الآجلة بنسبة 1.1% لتصل إلى سعر 1956.70 دولار.
ويتوقع الاقتصاديون والخبراء الماليون أن يرتفع معدل التضخم بشكل عام إلى ما يقارب 7.8% على أساس سنوي، وسيصبح هذا أعلى معدل تضخم بشكل عام منذ عام 1982. ويشمل التضخم بشكل أساسي قطاعات المواد الغذائية وأيضاً أسعار الطاقة بشكل خاص. ومن المتوقع أن يعلن مجلس الاحتياطي الفيدرالي عن رفع أسعار الفائدة خلال اجتماعه المقبل في 16 مارس 2024.
تراجع عام في أسواق الأسهم الأوروبية والآسيوية نتيجة الغزو الروسي لأوكرانيا
وتأثرت الأسواق الأوروبية بما في ذلك أسواق تداول العملات الأجنبية والأسهم بشكل كبير، حيث خسر المؤشر القياسي ما يقرب من 7% ويعاني من أسوأ أسبوع للأسواق الأوروبية منذ بداية وباء كورونا في عام 2020. وأغلق مؤشر Stoxx 600 الأوروبي منخفضا بنسبة 3.6 %. %، مع تراجع أسهم البنوك 6.7% لتقود الخسائر مع تراجع جميع القطاعات والبورصات الأوروبية الكبرى إلى السلبية.
من ناحية أخرى، تراجعت أسواق الأسهم الآسيوية مع مراقبة المستثمرين لتطورات الوضع في أوكرانيا. وقاد مؤشر هانج سنج في هونج كونج الخسائر على المستوى الإقليمي، حيث انخفض بنسبة 2.5%، مع تراجع أسهم بنك HSBC بنسبة 3.38%. وفي الصين، انخفض مؤشر شنغهاي المركب بنسبة 0.96%. وفي اليابان، انخفض مؤشر نيكاي 225 بنسبة 2.23%، مع تراجع أسهم مجموعة سوفت بنك بنسبة 4.78%، فيما انخفض مؤشر توبكس بنسبة 1.96%.
النفط الخام يرتفع إلى مستويات قياسية ولا جديد من أوبك
وأثر غزو روسيا لأوكرانيا على الأسواق العالمية بشكل عام وسوق تداول النفط الخام بشكل خاص، حيث ارتفع سعر خام برنت إلى أكثر من 116 دولارا أمريكيا للبرميل. من ناحية أخرى، تراجعت مخزونات النفط الخام الأمريكية إلى أدنى مستوياتها في 20 عاما.
كما قررت أوبك وحلفاؤها، بما في ذلك روسيا، الحفاظ على زيادة في إنتاج النفط الخام بمقدار 400 ألف برميل على أساس يومي في مارس، على الرغم من ارتفاع الأسعار، متجاهلة إلى حد كبير الحرب الروسية الأوكرانية ودعوات الدول في جميع أنحاء العالم لزيادة الإنتاج. السعة الإنتاجية.
جدير بالذكر أن روسيا تعد ثالث أكبر منتج للنفط في العالم وأكبر مصدر للنفط الخام في الأسواق العالمية بحسب وكالة الطاقة الدولية، حيث بلغت صادرات روسيا من النفط الخام والمنتجات النفطية المختلفة ما يقارب 8 ملايين برميل على يومياً في نهاية عام 2021 وبداية العام الحالي 2024. .